للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهوة الزِّنا (١). (ز)

٦٢٨٥٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في الآية، قال: الإرجاف: الكذب الذي كان يذيعه أهل النفاق، ويقولون: قد أتاكم عددٌ وعُدَّة. وذُكِر لنا: أن المنافقين أرادوا أن يُظهِروا ما في قلوبهم من النفاق، فأوعدهم الله بهذه الآية: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} إلى قوله: {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} أي: لَنَحْمِلَنَّك عليهم، ولنحرشنَّك بهم، فلما أوعدهم الله بهذه الآية كتموا ذلك وأَسَرُّوه (٢). (١٢/ ١٤٦)

٦٢٨٦٠ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ} قال: كان النفاق على ثلاثة وجوه: نفاق مثل نفاق عبد الله بن أبي بن سلول. ونفاق مثل نفاق عبد الله بن نبتل ومالك بن داعس؛ فكان هؤلاء وجوهًا من وجوه الأنصار، فكانوا يستحيون أن يأتوا الزنا، يصونون بذلك أنفسهم، {والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} قال: الزِّنا إن وجدوه عملوه، وإن لم يجدوه لم يبتغوه. ونفاق يُكابِرون النساء مكابرة (٣)، وهم هؤلاء الذين كانوا يكابرون النساء، {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} يقول: لنعلمنك بهم. ثم قال: {مَلْعُونِينَ} ثم فصله في الآية {أيْنَما ثُقِفُوا} يعملون هذا العمل مكابرة النساء (٤). (١٢/ ١٤٨)

٦٢٨٦١ - قال يحيى بن سلّام: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} يعني: الزناة. =

٦٢٨٦٢ - وقال السُّدِّيّ: يعني: فجور، وليس في القرآن غير هذه والأولى (٥). {والمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ} يعني: المنافقين يرجفون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، يقولون: يهلك محمد وأصحابه (٦). (ز)

٦٢٨٦٣ - قال محمد بن السائب الكلبي: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ والمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ} لئن لم ينتهوا عن أذى نساء المسلمين (٧). (ز)


(١) أخرجه ابن جرير ١٩/ ١٨٤.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٩/ ١٨٥ دون قوله: لنحملنَّك عليهم ولنحرشنَّك بهم. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٣) يكابرون النساء مكابرة: يزنون بهن بالإكراه، كما سيأتي عن السدي.
(٤) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم. وعلّق يحيى بن سلام ٢/ ٧٣٩ عن السدي قال: {والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} يعني: فجور.
(٥) يعني الأولى في هذه السورة، وهي قوله تعالى: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: ٣٢].
(٦) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٧٣٩.
(٧) علقه يحيى بن سلام ٢/ ٧٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>