للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«إنّ الأمانة والوفاء نزلا على ابنِ آدم مع الأنبياء، فأُرسلوا به، فمنهم رسول الله، ومنهم نبيٌّ، ومنهم نبيٌّ رسول، ونزل القرآن وهو كلام الله، ونزلت العربية والعجمية، فعلموا أمر القرآن، وعلموا أمر السنن بألسنتهم، ولن يدع الله شيئًا من أمره مما يأتون ومما يجتنبون -وهي الحُجَج عليهم- إلا بُيّنت لهم، فليس أهل لسان إلا وهم يعرفون الحسن من القبيح، ثم الأمانة أول شيء يُرفع، ويبقى أثرها في جذور قلوب الناس، ثم يُرفع الوفاء والعهد والذمم، وتبقى الكتب لعالم يعلمها، وجاهل يعرفها وينكرها ولا يحملها، حتى وصل إلَيَّ وإلى أمتي، فلا يهلك على الله إلا هالك، ولا يغفله إلا تارك، والحذرَ أيها الناس، وإياكم والوسواسَ الخناس، فإنما يبلوكم أيكم أحسن عملًا، والله أعلم» (١). (١٢/ ١٦٢)

٦٢٩٥٣ - عن زيد بن أسلم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الأمانة ثلاث: الصلاة، والصيام، والغسل من الجنابة» (٢). (١٢/ ١٦٠)

٦٢٩٥٤ - عن أُبَيّ بن كعب -من طريق مسروق- قال في قوله: {إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ} الآية: مِن الأمانة أن ائتُمِنَت المرأة على فرجها (٣). (١٢/ ١٦٠)

٦٢٩٥٥ - عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خمسٌ مَن جاء بِهِنَّ يوم القيامة مع إيمان دخل الجنة: مَن حافظ على الصلوات الخمس؛ على وضوئهن، وركوعهن، وسجودهن، ومواقيتهن، وأعطى الزكاةَ مِن ماله طيب النفس بها -وكان يقول: - وايمُ الله، لا يفعل ذلك إلا مؤمن، وصام رمضان، وحج البيت إن استطاع إلى ذلك سبيلًا، وأدّى الأمانة». قالوا: يا أبا الدرداء: وما الأمانة؟ قال: الغُسل مِن الجنابة، فإن الله لم يأمن ابنَ آدم على شيء من دينه غيره (٤). (ز)


(١) أخرجه ابن جرير ١٩/ ١٩٩ - ٢٠٠.
قال ابن كثير في تفسيره ٦/ ٤٩١: «هذا حديث غريب جدًّا، وله شواهد من وجوه أخرى». وقال السيوطي: «بسند ضعيف».
(٢) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٢٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٣) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٢٥، وابن جرير ١٩/ ٢٠٠، والحاكم ٢/ ٤٢٢، والبيهقي في سننه ٧/ ٤١٨. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٤) أخرجه أبو داود ١/ ٣٢٠ - ٣٢١ (٤٢٩)، وابن جرير ١٩/ ٢٠٠ واللفظ له.
قال المنذري في الترغيب والترهيب ١/ ١٤٨ (٥٤٤): «رواه الطبراني بإسناد جيد». وقال الهيثمي في المجمع ١/ ٤٧ (١٣٩): «رواه الطبراني في الكبير، وإسناده جيد». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٢/ ٣١٣ (٤٥٧): «إسناده حسن».

<<  <  ج: ص:  >  >>