للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أكلت عصاه حتى خرَّ (١). (١٢/ ١٨٥)

٦٣٢٤٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: كانت الجِنُّ تخبر الإنسَ أنهم يعلمون من الغيب أشياء، وأنهم يعلمون ما في غدٍ، فابتُلوا بموت سليمان، فمات، فلبث سنة على عصاه وهم لا يشعرون بموته، وهم مُسَخَّرون تلك السنة، ويعملون دائبين، {فَلَمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ}، وفي بعض القراءة: (تَبَيَّنَتِ الإنسُ أن لَّوْ كانَ الجِنُّ يَعْلَمُونَ الغَيْبَ ما لَبِثُواْ فِي العَذابِ المُهِينِ)، وقد لبثوا يدأبون ويعملون له حولًا بعد موته (٢). (١٢/ ١٨٣)

٦٣٢٤٧ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: المنسأة: العصا. بلسان الحبشة (٣). (١٢/ ١٨٥)

٦٣٢٤٨ - عن عطاء الخراساني -من طريق يونس بن يزيد- في قوله: {منسأته}، قال: عصاه (٤). (ز)

٦٣٢٤٩ - قال مقاتل بن سليمان: وذلك أنّ الجِنَّ كانوا يُخْبِرُون الإنسَ أنّهم يعلمون الغيب الذي يكون في غدٍ، فابتُلوا بموت سليمان ببيت المقدس، وكان داود أسَّسَ بيتَ المقدس موضع فسطاط موسى - عليه السلام -، فمات قبل أن يُبْنى، فبناه سليمان بالصَّخر والقار، فلما حضره الموت قال لأهله: لا تخبروا الجِنَّ بموتي حتى يفرغوا مِن بناء بيت المقدس. وكان قد بقي منه عملَ سنة، فلما حضره الموت وهو مُتَّكِئٌ على عصاه، وقد أوصى أن يُكتم موته، وقال: لا تبكوا عَلَيَّ سنةً؛ لِئَلّا يتفرق الجنُّ عن بناء بيت المقدس. ففعلوا، فلما بنوا سنة وفرغوا مِن بنائه سلَّط الله - عز وجل - عليه الأَرَضَة عند رأس الحوْل على أسفل عصاه، فأكلته {تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ} أسفل العصا، فخرَّ عند ذلك سليمان ميتًا، فرأته الجنُّ، فتفرقت، {فَلَمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ} يعنى: تبينت الإنس أن لو كانوا الجن {يَعْلَمُونَ الغَيْبَ} يعني: غيب موت سليمان {ما لَبِثُوا} حولًا {فِي العَذابِ المُهِينِ} والشقاء والنصَب


(١) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٢٣٨، وعبد الرزاق ٢/ ١٢٨ من طريق معمر مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٢٤٢، وعبد الرزاق ٢/ ١٢٨ مختصرًا من طريق معمر. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. كما أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٩١٣ مطولًا وفي آخره: وهي في مصحف ابن مسعود: (تَبَيَّنَتِ الإنسُ والجِنُّ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي العَذابِ المُهِينِ)، وكانت الجن تقول قبل ذلك أنها تعلم الغيب، وتعلم ما في غد، فابتلاهم الله بذلك، وجعل موت سليمان للجن عِظَةً.
(٣) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٢٣٨.
(٤) أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه ص ٨٩ (تفسير عطاء الخراساني).

<<  <  ج: ص:  >  >>