وحكى ابنُ عطية (٧/ ١٧٨ - ١٧٩) اختلافًا في قوله: {قرى ظاهرة}، فقال: «واختلف في معنى {ظاهِرَةً}، فقالت فرقة: معناه: مستعلية مرتفعة في الآكام والظِّراب، وهي أشرف القرى. وقالت فرقة: معناه: يظهر بعضها من بعض، فهي أبدًا في قبضة عين المسافر، ولا يخلو من رؤية شيء منها، فهي ظاهرة بهذا الوجه». ثم رجّح مستندًا إلى لغة العرب أن {ظاهرة} معناها: خارجة عن المدن، فقال: "والذي يظهر لي أن معنى {ظاهِرَةً}: خارجة عن المدن، فهي عبارة عن القرى الصغار التي هي في ظواهر المدن، وإنما فصل بهذه الصفة بين القرى الصغار وبين القرى المطلقة التي هي المدن؛ لأن ظواهر المدن ما خرج عنها في الفيافي والفحوص، ومنه قولهم: نزلنا بظاهر فلانة، أي: خارجًا عنها. وقوله: {ظاهِرَةً} نظير تسمية الناس إياها: البادية والضاحية، ومن هذا قول الشاعر: فلو شهدتني من قريش عصابة قريش البطاح لا قريش الظواهر يعني: الخارجين عن بطحاء مكة، وفي حديث الاستسقاء: وجاء أهل الضواحي يشكون: الغرق الغرق".