للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إبْلِيسُ ظَنَّهُ} مشددة، وقال: ظنَّ بهم ظنًّا، فصدّقه (١). (١٢/ ٢٠٣)

٦٣٤٠٨ - قرأ مجاهد بن جبر: {ولَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إبْلِيسُ ظَنَّهُ}. قال يحيى بن سلّام: يقول: صدَّق إبليس ظنَّه فيهم حيث جاء أمرهم على ما ظنَّ (٢). (ز)

٦٣٤٠٩ - عن الحسن البصري -من طريق سليمان بن الأرقم- أنه كان يقرأ هذا الحرف: (ولَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إبْلِيسُ ظَنُّه). قال يحيى بن سلّام: أي: ولقد صدَّق عليهم ظن إبليس، فيها تقديم. ثم قال: ظن ظنه، ولم يقل ذلك بعلم، يقول: فصدق ظنه فيهم (٣). (ز)

٦٣٤١٠ - عن عبد الله بن القاسم -من طريق قرة بن خالد-: أنه قرأ: (ولَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إبْلِيسُ ظَنُّه) (٤) [٥٣٢٥]. (ز)


[٥٣٢٥] ذكر ابنُ جرير (١٩/ ٢٦٩) قراءة من قرأ {صدَّق} بالتشديد و «صَدَق» بتخفيف الدال، وعلّق عليهما بقوله: «اختلفت القراء في قراءة قوله: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه}؛ فقرأ ذلك عامة قراء الكوفيين: {ولقد صدق} بتشديد الدال من {صدق}، بمعنى أنه قال ظنًا منه: {ولا تجد أكثرهم شاكرين} [الأعراف: ١٧]، وقال: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} [ص: ٨٢]، ثم صدق ظنه ذلك فيهم، فحقق ذلك بهم، وباتباعهم إياه. وقرأ ذلك عامة قراء المدينة والشام والبصرة: «ولَقَدْ صَدَقَ» بتخفيف الدال، بمعنى: ولقد صدق عليهم ظنه». ثم قال معلّقًا عليهما: «والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى؛ وذلك أن إبليس قد صدق على كفرة بني آدم في ظنه، وصدق عليهم ظنه الذي ظن حين قال: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} [الأعراف: ١٧]، وحين قال: {ولأضلنهم ولأمنينهم} [النساء: ١١٩] الآية، قال ذلك عدو الله ظنًّا منه أنه يفعل ذلك لا علمًا، فصار ذلك حقًّا باتباعهم إياه، فبأي القراءتين قرأ القارئ فمصيب».
ثم قال موجّهًا معنى الآية على قراءة التشديد: «فتأويل الكلام على قراءة مَن قرأ بتشديد الدال: ولقد ظن إبليس بهؤلاء الذين بدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط، عقوبة منا لهم، ظنًّا غير يقين، علم: أنهم يتبعونه ويطيعونه في معصية الله، فصدق ظنه عليهم، بإغوائه إياهم، حتى أطاعوه، وعصوا ربهم، إلا فريقًا من المؤمنين بالله، فإنهم ثبتوا على طاعة الله ومعصية إبليس».
وعلّق ابنُ عطية (٧/ ١٨١) على القراءتين، فقال: «قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر «ولَقَدْ صَدَقَ» بتخفيف الدال {إبليس} رفعًا {ظنَّه} نصبًا على المصدر، وقيل: على الظرفية، أي: في ظنه، وقيل: على المفعول، على معنى: أنه لما ظن عمل عملًا يصدق به ذلك الظن، فكأنه إنما أراد أن يصدق ظنه، وهذا نحو من قولك: أخطأت ظني، وأصبت ظني. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي {صدّق} بتشديد الدال، والظن على هذا مفعول بـ {صدّق}، وهي قراءة ابن عباس وقتادة وطلحة وعاصم والأعمش».

<<  <  ج: ص:  >  >>