ثم قال موجّهًا معنى الآية على قراءة التشديد: «فتأويل الكلام على قراءة مَن قرأ بتشديد الدال: ولقد ظن إبليس بهؤلاء الذين بدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط، عقوبة منا لهم، ظنًّا غير يقين، علم: أنهم يتبعونه ويطيعونه في معصية الله، فصدق ظنه عليهم، بإغوائه إياهم، حتى أطاعوه، وعصوا ربهم، إلا فريقًا من المؤمنين بالله، فإنهم ثبتوا على طاعة الله ومعصية إبليس». وعلّق ابنُ عطية (٧/ ١٨١) على القراءتين، فقال: «قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر «ولَقَدْ صَدَقَ» بتخفيف الدال {إبليس} رفعًا {ظنَّه} نصبًا على المصدر، وقيل: على الظرفية، أي: في ظنه، وقيل: على المفعول، على معنى: أنه لما ظن عمل عملًا يصدق به ذلك الظن، فكأنه إنما أراد أن يصدق ظنه، وهذا نحو من قولك: أخطأت ظني، وأصبت ظني. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي {صدّق} بتشديد الدال، والظن على هذا مفعول بـ {صدّق}، وهي قراءة ابن عباس وقتادة وطلحة وعاصم والأعمش».