للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قالت الرسل: {الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} (١). (١٢/ ٢٠٦)

٦٣٤٦٩ - عن عبد الله بن عباس، قال: ينزل الأمرُ إلى السماء الدنيا له وقْعٌ كوقعة السلسلة على الصخرة، فيَفْزع له جميعُ أهل السماوات، فيقولون: {ماذا قالَ رَبُّكُمْ}؟ ثم يرجعون إلى أنفسهم فيقولون: {الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} (٢). (١٢/ ٢٠٦)

٦٣٤٧٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله - عز وجل -: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ}، قال: كان لكلِّ قَبيلٍ مِن الجن مقعد مِن السماء يستمعون منه الوحي، وكان إذا نزل الوحيُ سُمِع له صوت كإمرار السلسلة على الصفوان، فلا ينزل على أهل سماء إلا صَعقوا، {حَتّى إذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} وإن كان مما يكون في الأرض من أمر غيبٍ أو موت أو شيء مما يكون في الأرض تكلّموا به، فقالوا: يكون كذا، وكذا. فسمعته الشياطين، فنزلوا به على أوليائهم، يقولون: يكون العام كذا، ويكون كذا. فيسمعه الجن، فيخبرون الكهنة به، والكهنة تخبر به الناس: يكون كذا وكذا. فيجدونه كذلك، فلما بعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - دُحِروا بالنجوم، فقالت العرب حين لم يخبرهم الجن بذلك: هلك مَن في السماء. فجعل صاحب الإبل ينحر كل يوم بعيرًا، وصاحب البقر ينحر كل يوم بقرة، وصاحب الغنم شاة، حتى أسرعوا في أموالهم، فقالت ثقيف -وكانت أعقل العرب-: أيها الناس، أمسِكوا عليكم أموالكم؛ فإنه لم يمت مَن في السماء، وإنّ هذا ليس بانتشار، ألستم ترون معالمكم مِن النجوم كما هي، والشمس والقمر والليل والنهار؟! قال: فقال إبليس: لقد حدث اليومَ في الأرض حدث، فائتوني مِن تربة كل أرض. فأَتَوه بها، فجعل يشمها، فلما شمَّ تربة مكة قال: مِن هاهنا جاء الحدث. فنقبوا، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد بُعِث (٣). (١٢/ ٢٠٩)

٦٣٤٧١ - عن كعب -من طريق أبي الضيف- قال: {حَتّى إذا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ}، إن أقرب الملائكة إلى الله إسرافيل، فإذا أراد اللهُ أمرًا أن يوحيه جاء اللوح حتى يصفِّق جبهته، فيرفع رأسه، فينظر فإذا الأمر


(١) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(٢) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد (٥٥٤) -، وابن أبي شيبة ١٤/ ٢٨٨، وابن أبي حاتم، وابن مردويه -كلاهما كما في فتح الباري ٨/ ٥٣٨، ١٣/ ٤٥٩ - ، وأبو نعيم (١٧٧)، والبيهقي في الدلائل ٢/ ٢٤٠ - ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>