للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٤٠٤١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ}، قال: كان يُقال: كفى بالرهبة علمًا (١). (١٢/ ٢٧٦)

٦٤٠٤٢ - عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق الحسين بن واقد- في قوله: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، قال: أعلم الناس أبوبكر وعمر. قال: وذلك في كتاب الله. وتلا هذه الآية (٢). (ز)

٦٤٠٤٣ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال -جلَّ وعزَّ-: {إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ} فيها تقديم، يقول: أشد الناس لله - عز وجل - خِيفةً أعلمُهم بالله تعالى، {إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ} في ملكه، {غَفُورٌ} لذنوب المؤمنين (٣). (ز)

٦٤٠٤٤ - عن عبد الملك ابن جريج، في قوله: {ومِنَ النّاسِ والدَّوابِّ والأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ ألْوانُهُ كَذَلِكَ إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ}، قال: كذلك اختلافُ ما ذُكِر مِن اختلاف ألوان الناس والدواب والأنعام؛ كذلك كما اختلفت هذه الألوان تختلف الناسُ في خشية الله كذلك (٤). (١٢/ ٢٧٧)

٦٤٠٤٥ - قال يحيى بن سلّام: {إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ} وهم المؤمنون، نراه أنه، يعني: أنه من خشي الله فهو عالم (٥) [٥٣٧٧]. (ز)


[٥٣٧٧] نقل ابنُ عطية (٧/ ٢١٦) عن بعض المفسرين قولهم: الخشية رأس العلم. ثم انتقدهم قائلًا: «وهذه عبارة وعْظِيَّةٌ، لا تثبت عند النقد». ثم رجَّح (٧/ ٢١٧) قائلًا: «بل الصحيح المطرد أن يُقال: العلم رأس الخشية وسببها، والذي ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «خشية الله رأس كل حكمة». وقال: «رأس الحكمة مخافة الله». فهذا هو الكلام المنير».
وبيَّن ابنُ القيم (٢/ ٣٤٨) دلالة الحصر في الآية، فقال: «وقوله تعالى: {إنَّما يَخْشى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ} يقتضي الحصر من الطرفين أن لا يخشاه إلا العلماء، ولا يكون عالمًا إلا من يخشاه، فلا يخشاه إلا عالم، وما من عالم إلا وهو يخشاه، فإذا انتفى العلم انتفت الخشية، وإذا انتفت الخشية دلَّتْ على انتفاء العلم، لكن وقع الغلط في مسمى العلم اللازم للخشية حيث يظن أنه يحصل بدونها، وهذا ممتنع؛ فإنه ليس في الطبيعة أن لا يخشى النار والأسد والعدو مَن هو عالم بها مواجه لها، وأنه لا يخشى الموت مَن ألقى نفسه مِن شاهق، ونحو ذلك، فأمنُه في هذه المواطن دليلُ عدم علمه، وأحسن أحواله أن يكون معه ظنٌّ لا يصل إلى رتبة العلم اليقيني».

<<  <  ج: ص:  >  >>