للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٤٧٨٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {يا ويْلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا} قال: أولها للكفار، وآخرها للمسلمين؛ قال الكفار: {يا ويْلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا}؟ وقال المسلمون: {هَذا ما وعَدَ الرَّحْمَنُ وصَدَقَ المُرْسَلُونَ} (١). (١٢/ ٣٦٠)

٦٤٧٨٦ - وعن أُبَيّ بن كعب -من طريق الحسن-، مثل ذلك (٢). (ز)

٦٤٧٨٧ - عن زيد بن أسلم -من طريق عثمان- قال: قال الكفار: {يا ويْلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا}؟ قالت الملائكة: {هَذا ما وعَدَ الرَّحْمَنُ وصَدَقَ المُرْسَلُونَ} (٣). (ز)

٦٤٧٨٨ - قال مقاتل بن سليمان: فلمّا بُعثوا في النفخة الأخرى وعاينوا في القيامة ما كذَّبوا به في الدنيا مِن البعث والحساب فَدَعَوا بالويل، {قالُوا يا ويْلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا}؟ قال حفظتهم من الملائكة: {هَذا ما وعَدَ الرَّحْمنُ} على ألسنة الرسل. فذلك قوله - عز وجل -: {وصَدَقَ المُرْسَلُونَ} (٤). (ز)

٦٤٧٨٩ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {يا ويْلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا}: ثم قال بعضهم لبعض: {هَذا ما وعَدَ الرَّحْمَنُ وصَدَقَ المُرْسَلُونَ} كانوا أخبرونا أنّا نُبعث بعد الموت، ونُحاسب، ونُجازى (٥) [٥٤٤٠]. (ز)


[٥٤٤٠] اختُلف في قائل هذه المقالة: {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون} على أقوال: الأول: أنهم المؤمنون. الثاني: أنهم الكفار. الثالث: أنهم الملائكة.
وقد رجّح ابنُ جرير (١٩/ ٤٥٨) مستندًا إلى الدلالة العقلية القولَ الأول، فقال: «والقول الأول أشبه بظاهر التنزيل، وهو أن يكون من كلام المؤمنين؛ لأن الكفار في قيلهم: {من بعثنا من مرقدنا} دليل على أنهم كانوا بمن بعثهم من مرقدهم جهالًا، ولذلك مِن جهلهم استثبتوا، ومحال أن يكونوا استثبتوا ذلك إلا مِن غيرهم مِمَّن خالفت صفتُه صفتَهم في ذلك».
وكذا رجّح ابنُ كثير (١١/ ٣٦٨) مستندًا إلى النظائر القول الأول بقوله: «وهو أصح، وذلك كقوله تعالى في الصافات: {وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون} [الصافات: ٢٠ - ٢١]، وقال الله تعالى: {ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون * وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون} [الروم: ٥٥ - ٥٦]».
وذكر ابنُ كثير القول الأول والثالث، وعلّق عليهما قائلًا: «ولا منافاة؛ إذ الجمع ممكن».

<<  <  ج: ص:  >  >>