[٤٧٧] علَّقَ ابن عطية (١/ ٣٣٧) على قول ابن زيد، فقال: «والكتاب -على هذا التأويل-: التوراة». ووجّه المعنى عليه قائلًا: «ويكون الكتاب اسم الجنس».وانتقد ابنُ القيم (١/ ١٤٤) مستندًا إلى النظائر القول بعود الضمير من قوله: {يتلونه} على المسلمين، وأن المراد بالكتاب: القرآن، فقال: «وقيل: هذا وصف للمسلمين، والضمير في {يتلونه} للكتاب، وهو القرآن، وهذا بعيد؛ إذ عُرْف القرآن يأباه». [٤٧٨] رجَّحَ ابن جرير (٢/ ٤٨٦ - ٤٨٧ بتصرف) قولَ ابن زيد، وانتَقَدَ قولَ قتادة بالسياق، فقال: «وهذا القول أوْلى بالصواب من القول الذي قاله قتادة؛ لأن الآيات قبلها مضت بأخبار أهل الكِتابَيْن، وتبديل من بَدَّل منهم كتاب الله، ولم يَجْرِ لأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - في الآية التي قبلها ذِكْرٌ، فيكون قوله: {الذين آتيناهم الكتاب} موجَّهًا إلى الخبر عنهم، ولا لهم بعدها ذِكْرٌ في الآية التي تتلوها، ولا جاء بأن ذلك خبرٌ عنهم أثَرٌ يجب التسليم له، فإذ كان ذلك كذلك فالذي هو أوْلى بمعنى الآية أن يكون موجَّهًا إلى أنه خبر عمن قصَّ الله قصصهم في الآية قبلها والآية بعدها، وهم أهل الكتابين: التوراة والإنجيل».