للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَواءِ الجَحِيمِ}، فقال عند ذلك: {تاللَّهِ إنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} (١) [٥٤٨٣]. (١٢/ ٤٠٧)

٦٥٤٠٣ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {إنِّي كانَ لِي قَرِينٌ}، قال: شيطان (٢) [٥٤٨٤]. (١٢/ ٤٠٥)

٦٥٤٠٤ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، قال: {قالَ قائِلٌ مِنهُمْ إنِّي كانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أإنَّكَ لَمِنَ المُصَدِّقِينَ} كانا شريكين في بني إسرائيل؛ أحدهما مؤمن، والآخر كافر، فافترقا على ستة آلاف دينار، كل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار، ثم افترقا فمكثا ما شاء الله أن يمكثا، ثم التقيا، فقال الكافر للمؤمن: ما صنعت في مالك، أضربت به شيئًا، أتَّجَرْت به في شيء؟ قال له المؤمن: لا، فما صنعت أنت؟ قال: اشتريتُ به أرضًا ونخلًا وثمارًا وأنهارًا بألف دينار. فقال له المؤمن: أوَفعلت؟ قال: نعم. فرجع المؤمن، حتى إذا كان الليلُ فصلّى ما شاء الله أن يصلي، فلما انصرف أخذ ألف دينار، فوضعها بين يديه، ثم قال: اللهم، إنّ فلانًا -يعني: شريكه الكافر- اشترى أرضًا ونخلًا وثمارًا وأنهارًا بألف دينار، ثم يموت غدًا ويتركها، اللهم، إني أشتري منك بهذه الألف دينار أرضًا ونخلًا وثمارًا وأنهارًا في الجنة. ثم أصبح فقسمها في المساكين، ثم مكثا ما شاء الله أن يمكثا، ثم التقيا، فقال الكافر للمؤمن: ما صنعتَ في مالك أضربت به في شيء، أتَّجرت به في شئ؟ قال: لا. قال: فما صنعت أنت؟ قال: كانت ضيعتي قد اشتد علي مؤنتها، فاشتريت رقيقًا بألف دينار يقومون لي فيها، ويعملون لي فيها. فقال المؤمن: أوَفعلت؟ قال: نعم. فرجع المؤمن، حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله أن يصلي، فلما انصرف أخذ ألف دينار، فوضعها بين يديه، ثم قال: اللهمَّ، إنّ فلانًا اشترى رقيقًا مِن رقيق الدنيا بألف دينار، يموت غدًا فيتركهم، أو يموتون فيتركونه، اللهم، وإنِّي أشتري منك بهذه الألف دينار رقيقًا في الجنة. ثم أصبح فقسمها في المساكين، ثم مكثا ما شاء الله أن يمكثا، ثم التقيا، فقال الكافر للمؤمن: ما صنعت


[٥٤٨٣] عَلَّقَ ابنُ جرير (١٩/ ٥٤٥) على هذا الأثر بقوله: «هذا التأويل الذي تأوله فرات بن ثعلبة يقوي قراءة مَن قرأ: (إنَّكَ لَمِنَ المصَّدِّقينَ) بتشديد الصاد، بمعنى: لمن المتصدِّقين؛ لأنه يذكر أن الله -تعالى ذكره- إنما أعطاه ما أعطاه على الصدقة لا على التصديق. وقراءة قراء الأمصار على خلاف ذلك، بل قراءتها بتخفيف الصاد وتشديد الدال، بمعنى: إنكار قرينه عليه التصديق أنه يبعث بعد الموت، كأنه قال: أتصدق بأنك تبعث بعد مماتك، وتجزى بعملك، وتحاسب؟ يدل على ذلك قول الله: {أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون}، وهي القراءة الصحيحة عندنا التي لا يجوز خلافها؛ لإجماع الحجة من القراء عليها».
[٥٤٨٤] قال ابنُ عطية (٧/ ٢٨٦ بتصرف) مُبيِّنًا القرينين المذكورين: «قال ابنُ عباس وغيره: كان هذان من البشر مؤمن وكافر. وقالت فرقة: هما اللذان ذكر الله تعالى في قوله: {يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلًا} [الفرقان: ٢٨]. وقال مجاهد: كان إنسيًّا وجنيًّا مِن الشياطين الكفرة. والأول أصوب». ولم يذكر مستندًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>