للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شاء الله، ثم كان إسماعيل بعدُ يصلي إليه إلى باب الكعبة، ثم كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأُمِر أن يُصَلِّي إلى بيت المقدس، فصَلّى إليه قبل أن يهاجر وبعدما هاجر، ثم أحب الله أن يصرفه إلى قبلته التي رضي لنفسه ولأنبيائه، فصلى إلى المِيزاب وهو بالمدينة، ثم قَدِم مكة فكان يصلي إلى المَقام ما كان بمكة (١). (١/ ٦٢٦)

٣٧٥٩ - عن عائشة: أنّ المقام كان في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزمان أبي بكر ملتصقًا بالبيت، ثم أخَّره عمر بن الخطاب (٢). (١/ ٦٢٩)

٣٧٦٠ - عن كثير بن أبي كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي، عن أبيه، عن جده، قال: كانت السيول تدخل المسجد الحرام من باب بني شَيْبَة الكبير، قبل أن يَرْدِمَ عمر الرَّدْمَ الأعلى، فكانت السيول رُبَّما دفَعَتِ المقام عن موضعه، وربما نَحَّتْه إلى وجه الكعبة، حتى جاء سيلُ أم نَهْشَل في خلافة عمر بن الخطاب، فاحتمل المقام من موضعه هذا، فذهب به، حتى وُجِد بأسفل مكة، فأُتِيَ به، فرُبِط إلى أستار الكعبة، وكُتب في ذلك إلى عمر، فأقبل فَزِعًا في شهر رمضان، وقد غَبى موضعه، وعَفاه السيلُ، فدعا عمر بالناس، فقال: أنشُدُ اللهَ عبدًا عنده عِلْمٌ في هذا المقام. فقال المطلب بن أبي وداعَة: أنا -يا أمير المؤمنين- عندي ذلك، قد كنت أخشى عليه هذا، فأخذت قَدْرَه من موضعه إلى الرُّكْن، ومن موضعه إلى باب الحجر، ومن موضعه إلى زمزم بِمِقاطٍ (٣)، وهو عندي في البيت. فقال له عمر: فاجلس عندي. وأرسل إليه، فجلس عنده، وأرسل فأُتِيَ بها، فمَدَّها فوجدها مستوية إلى موضعه هذا، فسأل الناسَ وشاورهم، فقالوا: نعم، هذا موضعه. فلما اسْتَثْبَت ذلك عمرُ وحَقَّ عنده أمَرَ به، فأعلم ببناء رُبْضه (٤) تحت المقام، ثم حَوَّله، فهو في مكانه هذا إلى اليوم (٥). (١/ ٦٢٧)

٣٧٦١ - عن ابن أبي مُلَيْكَة، قال: موضع المقام هو هذا الذي به اليوم، هو موضعه في الجاهلية، وفي عهد النبي وأبي بكر وعمر، إلّا أن السَّيْل ذهب به في خلافة عمر، فجُعِل في وجه الكعبة، حَتّى قَدِم عمر فَرَدَّه بمحضَرِ الناس (٦). (١/ ٦٢٩)


(١) أخرجه الأزرقي ١/ ٢٧٣.
(٢) عزاه السيوطي إلى البيهقي في سننه.
(٣) بِمِقاط: يعني بحبل. لسان العرب (مقط).
(٤) الربض، بضم الراء وسكون الباء: أساس البناء. وقيل: وسطه. لسان العرب (ربض).
(٥) أخرجه الأزرقي ١/ ٢٧٥. كما أخرج ١/ ٢٧٦ - ٢٧٧ نحوه عن حبيب بن الأشرس، من طريق سفيان بن عينية. وعزا السيوطي إلى ابن سعد نحوه مختصرًا عن مجاهد.
(٦) أخرجه الأزرقي ١/ ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>