للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سخَّر له الشياطين مَن يغوصون له ويعملون عملًا دون ذلك، يعني: مِن دون الغوص؛ بنيان المدائن، قال: {والشياطين كل بناء وغواص} (١). (ز)

٦٦٧٩٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {والشَّياطِينَ كُلَّ بَنّاءٍ} قال: يعملون له ما يشاء مِن محاريب وتماثيل، {وغَوّاصٍ} قال: يستخرجون له الحلي من البحر (٢). (١٢/ ٥٩٣)

٦٦٧٩٦ - قال مقاتل بن سليمان: {و} سخرنا له {الشَّياطِينَ كُلَّ بَنّاءٍ وغَوّاصٍ} كانوا يبنون له ما يشاءُ مِن البنيان، وهو محاريب وتماثيل، ويغوصون له في البحر، فيستخرجون له اللؤلؤ، وكان سليمان أول مَن استخرج اللؤلؤ من البحر (٣). (ز)

٦٦٧٩٧ - عن عبد الملك ابن جريج، في قوله: {والشَّياطِينَ كُلَّ بَنّاءٍ وغَوّاصٍ}، قال: يغوص للحلية، و {بَنّاءٍ} بنوا لسليمان قصرًا على الماء، فقال: اهدموه مِن غير أن تمسه الأيدي. فرموه بالقذّافات حتى وضعوه، فبقيت لنا منفعته بعدهم. فكان من عمل الجن بقيت لنا منفعته؛ السياط، كان يضرب الجن بالخشب، فيكسر أيديها وأرجلها، فقالوا: هل لك توجعنا ولا تكسرنا؟ قال: نعم. فدلوه على السياط. ورخاء الماء والتمويه (٤)؛ أمَرَ الجن فمَّوهت على اللَّبِن، ثم أمر به فأُلقي على الأساطين تحت قوائم خيل بلقيس. والقارورة؛ لما أخرج الأعورَ شيطانَ البحر حين أراد بناء بيت المقدس، قال الأعور: ابتغوا لي بيضة هدهد. ثم قال: اجعلوا عليها قارورة. فجاء الهدهد، فجعل يرى بيضته، وهو لا يقدر عليها، ويطيف بها، فانطلق فجاء بماسة مثل هذه تَصِف المحِطب (٥)، فوضعها على القارورة، فانشقَّت، فشقَّ بيت المقدس بتلك الماسة. والقذافة، والغوْص، والنُّورَة (٦). وكان في البحر كنز، فدلُّوا عليه سليمان. وزعموا: أن سليمان يدخل الجنة بعد الأنبياء بأربعين سنة؛ لِما أُعْطِي مِن الملك في الدنيا (٧). (١٢/ ٥٩٣)


(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٢/ ٢٤١.
(٢) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٦٤٧.
(٤) التمويه: الطلاء بذهب أو فضة. اللسان (موه).
(٥) تصف: تُشْبِه. التاج (وصف). والمحطب: آلة لقطع الحطب. اللسان (حطب).
(٦) النورة: الحجر الذي يحرق ويسوى، ويحلق به شعر العانة. اللسان (نور).
(٧) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>