للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٦٨١٤ - عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: ما من نِعمةٍ أنعم اللهُ على عبدٍ إلا وقد سأله فيها الشكر، إلا سليمان بن داود؛ قال الله لسليمان: {هَذا عَطاؤُنا فامْنُنْ أوْ أمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ} (١). (١٢/ ٥٩٥)

٦٦٨١٥ - عن الحسن البصري، قال: إنّ الله لم يُعْطِ أحدًا عَطِيَّةً إلا جعل عليها حسابًا، إلا سليمان بن داود، فإنّ الله أعطاه عطاء هنيئًا، فقال الله: {هَذا عَطاؤُنا فامْنُنْ أوْ أمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ}. قال: إنّ أعطى أُجِر، وإن لم يُعطِ لم يكن عليه تَبِعَة (٢). (١٢/ ٥٩٥)

٦٦٨١٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {هَذا عَطاؤُنا فامْنُنْ أوْ أمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ}، قال: هؤلاء الشياطين احبِس ما شئت منهم في وثاقك هذا وفي عذابك، وسرِّح من شئت منهم فاتَّخِذ عندهم يدًا، اصنع ما شئت لا حساب عليك في ذلك (٣). (١٢/ ٥٩٤ - ٥٩٥)

٦٦٨١٧ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {فامْنُنْ أوْ أمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ}، قال: تَمُنُّ على مَن تشاء منهم فتعتقه، وتمسك مَن شئت فتستخدمه، ليس عليك في ذلك حساب (٤). (ز)

٦٦٨١٨ - قال مقاتل بن سليمان: {هَذا عَطاؤُنا فامْنُنْ} على مَن شئت مِن الشياطين فخلِّ عنه، {أوْ أمْسِكْ} يعني: واحبِس في العمل والوثاق مَن شئت منهم، {بِغَيْرِ حِسابٍ} يعني: بلا تَبِعة عليك في الآخرة؛ فيمن تَمُنّ عليه فترسله، وفيمن تحبسه في العمل (٥) [٥٥٧٦]. (ز)


[٥٥٧٦] اختلف السلف في قوله: {فامنن أو أمسك بغير حساب} على أقوال: الأول: فأعط من شئت ما شئت من الملك الذي آتيناك، وامنع من شئت منه ما شئت، لا حساب عليك في ذلك. الثاني: أعتق من هؤلاء الشياطين الذين سخرناهم لك من الخدمة، أو من الوثاق ممن كان منهم مقرنًا في الأصفاد؛ من شئت، واحبس من شئت؛ فلا حرج عليك في ذلك.
وقد رجّح ابنُ جرير (٢٠/ ١٠٣) القول الأول مستندًا لإجماع أهل التأويل، فقال: «والصواب من القول في ذلك: ما ذكرته عن أهل التأويل مِن أنّ معناه: لا يحاسب على ما أعطي من ذلك الملك والسلطان. وإنما قلنا ذلك هو الصواب لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه».

<<  <  ج: ص:  >  >>