للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٦٩٢١ - عن عطاء الخراساني -من طريق ابن جابر- قال في قوله: {إنّا أخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرى الدّارِ}، يقول: وجعلناهم أذكر الناس لدار الآخرة، يعني: الجنة (١). (ز)

٦٦٩٢٢ - عن عطاء الخراساني -من طريق يونس بن يزيد- {إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار}، قال: أخلصوا بذلك، وتفكَّروا (٢) بدار يوم القيامة (٣). (ز)

٦٦٩٢٣ - قال مقاتل بن سليمان: ثم ذكر الله تعالى هؤلاء الثلاثة: إبراهيم، وابنيه؛ إسحاق، ويعقوب بن إسحاق، فقال: {إنّا أخْلَصْناهُمْ} للنبوة والرسالة {بِخالِصَةٍ ذِكْرى الدّارِ وإنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ المُصْطَفَيْنَ الأَخْيارِ} اختارهم الله على عِلْمٍ للرسالة (٤). (ز)

٦٦٩٢٤ - عن العلاء العطار، قال: سمعت فضيل [بن عياض] يقول في قوله: {إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار}، قال: أخلصوا بهمِّ الآخرة (٥). (ز)

٦٦٩٢٥ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: «إنَّآ أخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةِ ذِكْرى الدّارِ»، قال: بأفضل ما في الآخرة، أخلصناهم به، وأعطيناهم إياه. قال: والدار: الجنة. وقرأ: {تِلْكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ} [القصص: ٨٣]، قال: الجنة. وقرأ: {ولَنِعْمَ دارُ المُتَّقِينَ} [النحل: ٣٠]، قال: هذا كله الجنة. وقال: أخلصناهم بخير الآخرة (٦) [٥٥٨٢]. (ز)


[٥٥٨٢] اختلف السلف في قوله: {إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار} على أقوال: الأول: أنهم كانوا يُذَكِّرون الناسَ بالدار الآخرة، ويدعونهم إلى طاعة الله. الثاني: أنه أخلصهم بعملهم للآخرة، وذكرهم لها. الثالث: إنا أخلصناهم بأفضل ما في الآخرة. الرابع: خالصة عقبى الدار. الخامس: بخالصة أهل الدار. السادس: أخلصناهم بالنبوة وذكر الدار الآخرة.
وقد رجح ابنُ جرير (٢٠/ ١١٩) أن المعنى على قراءة {بخالصة} بالتنوين: «إنا أخلصناهم بخالصة هي ذكرى الدار الآخرة، فعملوا لها في الدنيا، فأطاعوا الله وراقبوه». ولم يذكر مستندًا، ثم بيّن احتمال الآية للقول الأول على هذه القراءة، فقال: «وقد يدخل في وصفهم بذلك أن يكون من صفتهم أيضًا الدعاء إلى الله وإلى الدار الآخرة؛ لأن ذلك من طاعة الله والعمل للدار الآخرة، غير أن معنى الكلمة ما ذكرت». ثم وضَّح أن المعنى على قراءة الإضافة: «إنا أخلصناهم بخالصة ما ذكر في الدار الآخرة؛ فلما لم تذكر في أضيفت الذكرى إلى الدار كما قد بينا قبل في معنى قوله: {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير} [فصلت: ٤٩]، وقوله: {بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعاجِهِ} [ص: ٢٤]».
وزاد ابنُ عطية (٧/ ٣٥٦) في معنى الآية قولًا، فقال: «ويحتمل أن يريد بـ {الدار} دار الدنيا على معنى: ذكر الثناء والتعظيم من الناس، والحمد الباقي الذي هو الخلد المجازي، فتجيء الآية في معنى قوله: {لسان صدق} [الشعراء: ٨٤]، وفي معنى قوله: {وتركنا عليه في الآخرين} [الصافات: ٧٨، ١٠٨، ١٢٩]».

<<  <  ج: ص:  >  >>