وقد رجح ابنُ جرير (٢٠/ ١١٩) أن المعنى على قراءة {بخالصة} بالتنوين: «إنا أخلصناهم بخالصة هي ذكرى الدار الآخرة، فعملوا لها في الدنيا، فأطاعوا الله وراقبوه». ولم يذكر مستندًا، ثم بيّن احتمال الآية للقول الأول على هذه القراءة، فقال: «وقد يدخل في وصفهم بذلك أن يكون من صفتهم أيضًا الدعاء إلى الله وإلى الدار الآخرة؛ لأن ذلك من طاعة الله والعمل للدار الآخرة، غير أن معنى الكلمة ما ذكرت». ثم وضَّح أن المعنى على قراءة الإضافة: «إنا أخلصناهم بخالصة ما ذكر في الدار الآخرة؛ فلما لم تذكر في أضيفت الذكرى إلى الدار كما قد بينا قبل في معنى قوله: {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير} [فصلت: ٤٩]، وقوله: {بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعاجِهِ} [ص: ٢٤]». وزاد ابنُ عطية (٧/ ٣٥٦) في معنى الآية قولًا، فقال: «ويحتمل أن يريد بـ {الدار} دار الدنيا على معنى: ذكر الثناء والتعظيم من الناس، والحمد الباقي الذي هو الخلد المجازي، فتجيء الآية في معنى قوله: {لسان صدق} [الشعراء: ٨٤]، وفي معنى قوله: {وتركنا عليه في الآخرين} [الصافات: ٧٨، ١٠٨، ١٢٩]».