للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجنة أهلَ النار: {أنْ قَدْ وجَدْنا ما وعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا} [الأعراف: ٤٤]. قال: وينادي أهلُ النار أهلَ الجنة: {أنْ أفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الماءِ أوْ مِمّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} [الأعراف: ٥٠] (١). (١٣/ ٣٨)

٦٨٠٢٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {يَوْمَ التَّنادِ}، قال: يُنادى كلُّ قوم بأعمالهم، فينادي أهلُ النار أهلَ الجنة، وأهلُ الجنة أهلَ النار (٢). (١٣/ ٣٩)

٦٨٠٢١ - قال مقاتل بن سليمان: ثم حذّرهم المؤمنُ عذابَ الآخرة، فقال: {ويا قَوْمِ إنِّي أخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ} يعني: يوم ينادي أهلُ الجنة أهلَ النّارِ: {أنْ قَدْ وجَدْنا ما وعَدَنا رَبُّنا حَقًّا} [الأعراف: ٤٤]، وينادي أصحابُ النارِ أصحابَ الجنة: {أنْ أفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الماءِ أوْ مِمّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} [الأعراف: ٥٠] (٣). (ز)

٦٨٠٢٢ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج، في قوله: {يَوْمَ التَّنادِ}، قال: يوم ينادي أهل النار أهل الجنة (٤). (١٣/ ٣٩)

٦٨٠٢٣ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {يَوْمَ التَّنادِ}، قال: يوم القيامة، ينادي أهلُ الجنة أهل النار (٥). (ز)

٦٨٠٢٤ - عن سفيان بن عُيْينة -من طريق ابن أبي عمر- في قوله: {إني أخاف عليكم يوم التناد}، قال: يوم ينادون أهل الجنة وأهل النار (٦) [٥٦٨٥]. (ز)


[٥٦٨٥] اختُلف في التَّنادِ المشار إليه على أقوال: الأول: أنه نداء أهل الجنة أهل النار: {فَهَلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا} [الأعراف: ٤٤]، ونداء أهل النار لهم: {أفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الماءِ} [الأعراف: ٥٠]. الثاني: أنه التنادي الذي يكون عند نفخة الفزع ينادي الناسُ بعضهم بعضًا. الثالث: أنه إذا سمع الناسُ زفيرَ جهنم وشهيقها نَدُّوا فِرارًا منها في الأرض، فلا يتوجَّهونُ قُطرًا من أقطار الأرض إلا رأوْا ملائكة، فيرجعون من حيث جاءوا. الرابع: أنه النداء الذي يتضمنه قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإمامِهِمْ} [الإسراء: ٧١]. ذكره ابنُ عطية (٧/ ٤٤٠)، وابنُ كثير (١٢/ ١٩٠).
وذكر ابنُ كثير أنّ البغوي اختار أن يوم التناد سُمّي بذلك لمجموع ما في هذه الأقوال، وعلَّق عليه بقوله: «وهو قول حسن جيد».
وساق ابنُ عطية الأقوال، ثم ذكر احتمالًا آخر، فقال: «ويحتمل أن يكون المراد: التذكير بكل نداء في القيامة فيه مشقة على الكفار والعصاة ولها أجوبة بنداء، وهي كثيرة، منها ما ذكرناه، ومنها: يا أهل النار خلود لا موت، يا أهل الجنة خلود لا موت، ومنها: نداء أهل الغدرات، والنداء {لَمَقْتُ اللَّهِ} [غافر: ١٠]، والنداء {لِمَنِ المُلْكُ اليَوْمَ} [غافر: ١٦]، إلى غير ذلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>