للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَلْبِكَ}، قال: إن يشأ الله أنساك ما قد آتاك (١). (١٣/ ١٥٥)

٦٩٠١٥ - عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {فَإنْ يَشَإ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ}، قال: يطبع (٢) [٥٨١٢]. (ز)

٦٩٠١٦ - قال مقاتل بن سليمان: قوله: {أمْ يَقُولُونَ} كفار مكة: إنّ محمدًا {افْتَرى عَلى اللَّهِ كَذِبًا} حين زعم أنّ القرآن من عند الله، فشقّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - تكذيبهم إيّاه، يقول الله تعالى: {فَإنْ يَشَإ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ} يقول: يربِط على قلبك، فلا يدخل في قلبك المشقّة مِن قولهم: بأن محمدًا كذّاب مُفتَرٍ (٣). (ز)


[٥٨١٢] لم يذكر ابنُ جرير (٢٠/ ٥٠٤) غير قول السُّدّي، وقتادة.
ووجّه ابنُ عطية (٧/ ٥١٤) معنى الآية على ما جاء فيهما، فقال: «وقوله تعالى: {فَإنْ يَشَإ اللَّهُ يَخْتِمْ} معناه في قول قتادة وفرقة من المفسرين: ينسيك القرآن. والمراد: الرد على مقالة الكفار وبيان إبطالها، وذلك كأنه يقول: وكيف يصح أن تكون مفتريًا وأنت مِن الله بمرأى ومسمع، وهو قادر لو شاء على أن يختم على قلبك فلا تعقل ولا تنطق ولا يستمر افتراؤك؟! فمقصد اللفظ هذا المعنى، وحذف ما يدل عليه الظاهر اختصارًا واقتصارًا».
ورجّح ابنُ القيم (٢/ ٤٢٦ - ٤٢٨) -مستندًا إلى اللغة، والسياق، ودلالة العقل- قول قتادة، وانتقد قول مجاهد من وجوه كثيرة: ١ - أنّ هذا خرج جوابًا لهم وتكذيبًا لقولهم: إنّ محمدًا كذب على الله وافترى عليه هذا القرآن. فأجابهم بأحسن جواب، وهو أن الله تعالى قادر لا يعجزه شيء، فلو كان كما تقولون لختم على قلبه. ٢ - أن مجرد الربط على قلبه بالصبر على أذاهم يصدر من المحقّ والمُبطل، فلا يدل ذلك على التمييز بينهما ولا يكون فيه ردّ لقولهم، فإن الصبر على أذى المكذّب لا يدل بمجرده على صدق المخبر. ٣ - أن الرابط على قلب العبد لا يقال له: ختم على قلبه. ولا يُعرف هذا في عُرف المخاطب، ولا لغة العرب، ولا هو المعهود في القرآن. ٤ - أنه لا دلالة في سياق الآية على الصبر بوجهٍ ما، لا بالمطابقة ولا التضمن، ولا اللزوم. ٥ - أن الختم على القلب لا يستلزم الصبر، بل قد يختم على قلب العبد ويسلبه صبره، بل إذا ختم على القلب زال الصبر وضعف، بخلاف الربط على القلب فإنه يستلزم الصبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>