للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٩٦٥٣ - قال مقاتل بن سليمان: {ولَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا} المثل: حين زعموا أنّ الملائكة بنات الله، وذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا، وفي المسجد العاص بن وائل السهمي، والحارث وعدي ابنا قيس، كلهم مِن قريش من بني سهم، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: {إنَّكُمْ وما تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أنْتُمْ لَها وارِدُونَ} [الأنبياء: ٩٨] إلى آيتين. ثم خرج إلى باب الصفا، فخاض المشركون في ذلك، فدخل عبد الله بن الزِّبَعْرى السهمي، فقال: تخوضون في ذكر الآلهة! فذكروا له ما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لهم ولآلهتهم، فقال عبد الله بن الزبعرى: يا محمد، أخاصّة لنا ولآلهتنا؟ أم لنا ولآلهتنا ولجميع الأمم وآلهتهم؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بل هي لكم ولآلهتكم، ولجميع الأمم ولآلهتهم». فقال عبد الله: خصمتُك، وربِّ الكعبة؛ ألست تزعم أنّ عيسى ابن مريم نبيٌّ وتُثْنِي عليه وعلى أُمّه خيرًا، وقد علمتَ أنّ النصارى يعبدونهما؟! وعُزير يُعبد، والملائكة تُعبد، فإن كان هؤلاء في النار فقد رضينا أن نكون معهم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا». فقال عبد الله: أليس قد زعمتَ أنها لنا ولآلهتنا ولجميع الأمم وآلهتهم؟! خصمتُك، وربّ الكعبة. فضجّوا من ذلك؛ فأنزل الله تعالى: {إنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنّا الحُسْنى} يعني: الملائكة، وعُزيز، وعيسى، ومريم {أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ}. وأنزل: {ولَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إذا قَوْمُكَ مِنهُ يَصِدُّونَ} (١). (ز)

٦٩٦٥٤ - عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جَده، عن عليٍّ، قال: جئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا في ملأٍ مِن قريش، فنظر إلَيَّ، وقال: «يا علي، إنما مَثلك في هذه الأمة كمَثل عيسى ابن مريم؛ أحبّه قومٌ فأفرطوا فيه، وأبغضه قوم فأفرطوا فيه». قال: فضحك الملأُ الذين عنده، وقالوا: انظروا كيف يشبّه ابنَ عمه بعيسى! فأنزل الله القرآن: {ولما ضرب ابن مريم مثلا اذا قومك منه يصدون} (٢). (ز)


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٧٩٨ - ٧٩٩.
(٢) أخرجه ابن حبان في المجروحين ٢/ ١٢١، وابن الجوزي في العلل المتناهية ١/ ٢٢٤ (٣٥٨)، وفيه عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب.
قال ابن حبان في ترجمة عيسى بن عبد الله: «يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة، لا يَحِلُّ الاحتجاج به». قال ابن القيسراني في تذكرة الحفاظ ص ١٤١ (٣٢٨): «عيسى هذا عنده نسخة موضوعة بهذا الإسناد».

<<  <  ج: ص:  >  >>