للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِن وراء ثيابهنّ، ويَرى الناظر وجهَه في كبِد إحداهن كالمرآة مِن رقّة الجلد وصفاء اللون (١) [٥٩٣٠]. (١٣/ ٢٨٩)

٧٠١٧١ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جويبر- في قوله: {بِحُورٍ عِينٍ}، قال: الحُور: البيض. والعِين: العِظام الأعين (٢). (١٣/ ٢٩٠)

٧٠١٧٢ - عن عكرمة مولى ابن عباس، في قوله: {وزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}، قال: هي لغة يمانية؛ وذلك أنّ أهل اليمن يقولون: زوّجنا فلانًا بفلانة (٣). (١٣/ ٢٩١)

٧٠١٧٣ - قال الحسن البصري: {كَذَلِكَ وزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}، أي: كذلك حكم الله لأهل الجنة بهذا (٤). (ز)


[٥٩٣٠] انتقد ابنُ جرير (٢١/ ٦٥ - ٦٦) -مستندًا إلى اللغة، وأقوال السلف، والقراءات- قول مجاهد، فقال: «وهذا الذي قاله مجاهد مِن أنّ الحُور إنما معناها: أنه يحار فيها الطرف. قول لا معنى له في كلام العرب؛ لأنّ الحور إنما هو جمع حوراء، كالحمر جمع حمراء، والسود: جمع سوداء، والحوراء إنما هي فعلاء من الحور، وهو نقاء البياض، كما قيل للنقي البياض من الطعام: الحواري. وقد بيَّنا معنى ذلك بشواهده فيما مضى قبل، وبنحو الذي قلنا في معنى ذلك قال سائر أهل التأويل». وذكر أقوال السلف الدالة على أنّ الحَوراء هي البيضاء النقية، واستدل كذلك بقراءة ابن مسعود الواردة بالآثار على ضعف قول مجاهد، حيث قال عقب ذكره لها: "وقرأ ابن مسعود هذه، يعني: أن معنى الحُور غير الذي ذهب إليه مجاهد؛ لأن العيس عند العرب جمع عيساء، وهي البيضاء من الإبل، كما قال الأعشى:
ومَهْمَهٍ نازِحٍ تَعْوِي الذّئاب به كَلَّفْتُ أعْيَسَ تَحْت الرَّحْل نَعّابا
يعني بالأعيس: جملًا أبيض".
وذكر ابنُ القيم (٢/ ٤٤٣) قول مجاهد، ثم علّق بقوله: «وهذا من الاتفاق، وليست اللفظة مُشتقّة من الحيرة». ثم رجّح أن الحُور: «مأخوذ مِن الحَور في العين، وهو شدة بياضها مع قوة سوادها، فهو يتضمن الأمرين، وأن العِين هنّ اللائي جمعتْ أعينهنّ صفات الحُسن والملاحة».

<<  <  ج: ص:  >  >>