قال: تعلمون أنّه سُتدعى أُمّةٌ قبل أُمّة، وقومٌ قبل قوم، ورجلٌ قبل رجل. ذُكر لنا: أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول:«يُمثَّل لكل أُمَّة يوم القيامة ما كانت تعبد مِن حجَر أو وثن أو خشبة أو دابّة، ثم يقال: مَن كان يعبد شيئًا فليتبعه. فيكون -أو يجعل- تلك الأوثان قادةً إلى النار، حتى تقذفهم فيها، فتبقى أُمّة محمد - صلى الله عليه وسلم - وأهل الكتاب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد الله وعُزيرًا. إلا قليلًا منهم، فيُقال لهم: أما عُزير فليس منكم ولستم منه. فيُؤخذ بهم ذات الشمال، فينطلقون، ولا يستطيعون مُكوثًا، ثم يُدعى بالنصارى، فيُقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد اللهَ، والمسيح. إلا قليلًا منهم، فيقال: أمّا عيسى فليس منكم ولستم منه. فيُؤخذ بهم ذات الشمال، فينطلقون، ولا يستطيعون مُكوثًا. وتبقى أُمّة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيُقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كُنّا نعبد الله وحده، وإنما فارقنا هؤلاء في الدنيا مخافة يومنا هذا. فيُؤذن للمؤمنين في السجود، فيسجد المؤمنون، وبين كل مؤمن منافق، فيقسو ظهر المنافق عن السجود، ويجعل الله سجود المؤمنين عليه توبيخًا وصغارًا وحسرة وندامة»(١). (١٣/ ٣٠٢)
٧٠٣٣١ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُريج-: {تدعى إلى كتابها} يا فلان بن فلان، مِن بني فلان تعال إلى نورك، يا فلان بن فلان مِن بني فلان لا نور لك (٢). (ز)
٧٠٣٣٢ - قال مقاتل بن سليمان:{كُلَّ أُمَّةٍ تُدْعى إلى كِتابِها} الذي عملتْ في الدنيا من خير أو شر، ثم يُجزون بأعمالهم، {اليَوْمَ} يعني: في الآخرة {تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} في الدنيا (٣)[٥٩٥٢]. (ز)
[٥٩٥٢] ذكر ابنُ عطية (٧/ ٦٠٤ - ٦٠٥) أنه اختُلف في قوله: {إلى كتابها} على قولين: الأول: أنه أراد إلى كتابها المنزل عليها فتحاكم إليه، هل وافقته أو خالفته؟ الثاني: أراد إلى كتابها الذي كتبته الحفظة على كل واحد من الأمة، فباجتماع ذلك قيل له كتابها. ثم علَّق بقوله: «وهنا محذوف يدل عليه الظاهر، تقديره: يقال لهم: {اليوم تجزون}».