ورجَّح ابنُ جرير (٢١/ ٢٨٦) -مستندًا إلى دلالة العقل- القول الثالث، وهو قول قتادة، وعلَّل ذلك بـ «أن الله أخبر هؤلاء الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة أنه محيطٌ بقريةٍ لم يَقْدِروا عليها، ومعقولٌ أنه لا يُقال لقومٍ: لم يقدروا على هذه المدينة. إلا أن يكونوا قد رامُوها، فتَعَذَّرت عليهم، فأمّا وهم لم يروموها فتَتَعَذَّر عليهم فلا يُقال: إنهم لم يقدروا عليها. فإذ كان ذلك كذلك، وكان معلومًا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يَقْصِد قبل نزول هذه الآية عليه خَيْبَر لحربٍ، ولا وجَّه إليها لقتال أهلها جيشًا ولا سريةً؛ عُلِم أن المعنيَّ بقوله: {وأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها}: غيرها، وأنها هي التي قد عالجها ورامَها فتعذَّرت، فكانت مكة وأهلها كذلك». ورجَّحه ابنُ عطية (٧/ ٦٨١) قائلًا: «وهذا هو القول الذي يتَّسق معه المعنى ويتأيَّد».