للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كانوا بعثوا أربعين رجلًا منهم أو خمسين، وأمروهم أن يُطِيفوا بعسكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ليصيبوا لهم مِن أصحابه أحَدًا، فأُخِذوا أخْذًا، فأُتي بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعفا عنهم، وخلّى سبيلهم، وقد كانوا رَموا في عسكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحجارة والنّبل. قال ابن حميد: قال سَلَمة: قال ابن إسحاق: ففي ذلك قال: {وهُوَ الَّذِي كَفَّ أيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} الآية (١). (ز)

٧١٣٤٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {وهُوَ الَّذِي كَفَّ أيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ}، قال: بطن مكة: الحُدَيبية. ذُكر لنا: أنّ رجلًا مِن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقال له: زنيم، اطّلع الثّنِيّة زمان الحُدَيبية، فرماه المشركون، فقتلوه، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيلًا، فأتَوا باثني عشر فارسًا، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هل لكم عهدٌ أو ذِمَّة؟». قالوا: لا. فأرسلهم؛ فأنزل الله في ذلك: {وهُوَ الَّذِي كَفَّ أيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} الآية (٢). (١٣/ ٤٩٠)

٧١٣٤٨ - قال محمد بن السّائِب الكلبي: {وهُوَ الَّذِي كَفَّ أيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أنْ أظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} كان هذا يوم الحُدَيبية؛ فإنّ المشركين مِن أهل مكة كانوا قاتلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان شيءٌ مِن رَمْيِ نَبْلٍ وحجارة بين الفريقين، ثم هزم الله المشركين وهم ببطن مكة، فهُزموا حتى دخلوا مكة، ثم كفّ الله بعضهم عن بعض (٣). (ز)

٧١٣٤٩ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: {وهُوَ الَّذِي كَفَّ أيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} يعني: كفار مكة يوم الحُدَيبية {بِبَطْنِ مَكَّةَ} يوم الحُدَيبية، يعني: ببطن أرض مكة كلّها، والحرم كله مكة {مِن بَعْدِ أنْ أظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} وقد كانوا خرجوا يقاتلون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فهزمهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالطّعن والنّبل حتى أدخلهم بيوت مكة، {وكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} (٤). (ز)

٧١٣٥٠ - عن محمد بن إسحاق -من طريق وهب بن جرير، عن أبيه- قال: قوله: {من بعد أن أظفركم عليهم} كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظَفر بهم وتجاوز عنهم، وكانوا أربعين رجلًا مِن قريش خرجوا يتجسّسون الأخبار، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحُدَيبية،


(١) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٢٨٩.
(٢) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٢٩٠ - ٢٩١، وعبد بن حميد -كما في الإصابة ٢/ ٥٧٠ - .
(٣) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/ ٢٥٥ - .
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>