للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فرجعوا، ففتحوا خَيْبَر، ثم اعتمر بعد ذلك، فكان تصديق رؤياه في السّنة المُقْبلة (١). (١٣/ ٥١١)

٧١٤١٧ - عن عطاء بن أبي رباح -من طريق أشعث- قال: خرج النبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُعتمِرًا في ذي القعدة، معه المهاجرون والأنصار، حتى أتى الحُدَيبية، فخرجتْ إليه قريشٌ، فردُّوه عن البيت، حتى كان بينهم كلام وتنازع، حتى كاد يكون بينهم قتال، فبايع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابُه، وعدّتهم ألف وخمسمائة، تحت الشجرة، وذلك يوم بيعة الرضوان، فقاضاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت قريش: نُقاضيك على أن تَنْحر الهَدْي مكانه، وتحلِق، وترجع، حتى إذا كان العام المقبل نُخْلي لك مكة ثلاثة أيام. ففعل، فخرجوا إلى عكاظ، فأقاموا فيها ثلاثة أيام، واشترطوا عليه ألّا يدخلها بسلاحٍ إلا بالسيف، ولا تَخرُج بأحد مِن أهل مكة إنْ خرج معك، فنَحَر الهَدْي، وحلَق، ورجع، حتى إذا كان في قابل مِن تلك الأيام دخل مكة، وجاء بالبُدن معه، وجاء الناس معه، فدخل المسجد الحرام؛ فأنزل الله عليه: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ ومُقَصِّرِينَ}. وأنزل عليه: {الشَّهْرُ الحَرامُ بِالشَّهْرِ الحَرامِ} الآية [البقرة: ١٩٤] (٢). (١٣/ ٥١٣)

٧١٤١٨ - عن محمد بن السّائِب الكلبي: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ ومُقَصِّرِينَ} كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى في المنام في خروجه إلى المدينة كأنه بمكة، وأصحابه قد حلَقوا وقصّروا، فأخبر رسولُ الله بذلك المؤمنين، فاستبشروا، وقالوا: وحيٌ. فلما رجع رسول الله من الحُدَيبية ارتاب ناس، فقالوا: رأى فلم يكن الذي رأى! فقال الله - عز وجل -: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ اللَّهُ} (٣). (ز)

٧١٤١٩ - قال مقاتل بن سليمان: قوله: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ}، وذلك أنّ الله - عز وجل - أرى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في المنام وهو بالمدينة قبل أن يخرج إلى الحُدَيبية أنه وأصحابه حلَقوا وقصّروا، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك أصحابه، ففرحوا، واستبشروا، وحسبوا أنّهم داخلوه في عامهم ذلك، وقالوا: إنّ رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - حقٌّ. فردّهم الله - عز وجل -


(١) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٣١٦، ٣١٨ بنحوه، والبيهقي في الدلائل ٤/ ١٦٤. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/ ٤٣٥ - ٤٣٦.
(٣) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/ ٢٥٧ - .

<<  <  ج: ص:  >  >>