للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧١٦٦٨ - عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق سفيان- قال: كان رجلٌ مِن الأنصار يُقال له: عمران، تحته امرأة يقال لها: أُمّ زيد، وإنها أرادتْ أن تزور أهلها، فحبسها زوجُها، وجعلها في عُلِّيّةٍ له، لا يدخل عليها أحد من أهلها، وإنّ المرأة بعثتْ إلى أهلها، فجاء قومُها، فأنزلوها لينطَلِقوا بها، وكان الرجل قد خرج، فاستعان أهل الرجل، فجاء بنو عمّه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها، فتدافعوا، واجتَلدوا بالنّعال؛ فنَزَلتْ فيهم هذه الآية: {وإنْ طائِفَتانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا}، فبعَث إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأصلَح بينهم، وفاؤوا إلى أمر الله (١). (١٣/ ٥٥٦)

٧١٦٦٩ - قال محمد بن السّائِب الكلبي: {وإنْ طائِفَتانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما}، بلَغَنا: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبَل على حمارٍ، حتى وقف في مجلسٍ من مجالس الأنصار، فكره بعض القوم موقفه، وهو عبد الله بن أُبَي بن سَلول المنافق، فقال له: خلِّ لنا سبيلَ الريح مِن نَتن هذا الحمار، أُفٍّ. وأمسَك بأنفه، فمضى رسولُ الله، وغضب له بعض القوم، وهو عبد الله بن رَواحة، فقال: ألِرسول الله قلتَ هذا القول؟! فواللهِ، لَحِمارهُ أطيب ريحًا منك. فاستبّا، ثم اقتتلا، واقتتلت عشائرهما، فبلغ ذلك رسول الله، فأقبل يُصلح بينهما، فكأنهم كرهوا ذلك؛ فنَزَلتْ هذه الآية: {وإنْ طائِفَتانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} (٢). (ز)

٧١٦٧٠ - عن محمد بن السّائِب الكلبي: {وإنْ طائِفَتانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} أنّها نَزَلتْ في حرب سُمير وحاطب، وكان سُمير قتل حاطبًا، فجعل الأَوْس والخَزْرج يقتتلون إلى أن أتاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فأنزل الله سبحانه هذه الآية، وأمر نبيّه والمؤمنين أن يُصلحوا بينهم (٣).

٧١٦٧١ - قال مقاتل بن سليمان: قوله: {وإنْ طائِفَتانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا}، وذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف على حِمار له يُقال له: يعفور، فبال الحمار، فقال عبد الله بن أُبَيّ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: خلِّ للناس مسيل الريح مِن نَتن هذا الحمار. ثم قال: أُفّ. وأمسك بأنفه، فشقّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله، فانصرف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال عبد الله بن رَواحة: ألا أراك أمسكتَ على أنفك من بَوْل حماره! واللهِ، لَهو أطيب ريحٍ عرض منك. فلجّا


(١) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٣٦٠ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(٢) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/ ٢٦٢ - ٢٦٣ - .
(٣) تفسير الثعلبي ٩/ ٧٨ - ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>