٧١٧٣٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله:{يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ}، قال: نهى الله المؤمنَ أن يظُنّ بالمؤمن سوءًا (١). (١٣/ ٥٦٥)
٧١٧٣٨ - قال الحسن البصري:{يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ} إذا ظننت بأخيك المسلم ظَنًّا حسنًا؛ فأنت مأجور، وإذا ظننتَ به ظنًّا سيّئًا؛ فأنت آثم (٢). (ز)
٧١٧٣٩ - قال مقاتل بن سليمان:{يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ} يقول: لا تحققّوا الظن، وذلك أنّ الرجل يسمع من أخيه كلامًا لا يريد به سوءًا، أو يدخل مدخلًا لا يريد به سوءًا، فيراه أخوه المسلم أو يسمعه فيظنّ به سوءًا، فلا بأس ما لم يتكلّم به، فإن تكلّم به أثِم، فذلك قوله:{إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ}(٣). (ز)
٧١٧٤٠ - قال سفيان الثوري: الظنّ ظنّان: أحدهما إثم، وهو أن تظُنّ وتتكلّم به، والآخر ليس بإثمٍ وهو أن تظُنّ ولا تتكلّم (٤)[٦١٠١]. (ز)
[٦١٠١] قال ابنُ عطية (٨/ ١٨ - ١٩ بتصرف): «أمر -تبارك وتعالى- المؤمنين باجتناب كثير من الظن، وأن لا يعملوا ولا يتكلّموا بحسبه، لما في ذلك وفي التجسس مِن التقاطع والتدابر، وحكم على بعضه بأنّه إثم؛ إذ بعضه ليس بإثمٍ، ولا يلزم اجتنابه، وهو ظنّ الخير بالناس، وحسنه بالله تعالى، والمظنون من شهادات الشهود، والمظنون به من أهل الشرّ؛ فإنّ سقوط عدالته وغير ذلك هي من حُكم الظنّ به، وظنّ الخير بالمؤمن محمود. والظنّ المنهي عنه: هو أن يظن سوءًا برجل ظاهره الصلاح، بل الواجب أن يزيل الظنّ وحكمه ويتأوّل الخير. وقال بعض الناس: {إثم} معناه: كذب، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم والظنّ؛ فإنّ الظنّ أكذب الحديث». وقال بعض الناس:» معنى قوله تعالى: {إن بعض الظن إثم} أي: إذا تكلم الظانّ أثِم، وما لم يتكلم فهو في فسحة؛ لأنه لا يقدر على دفع الخواطر التي يبيحها قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الحزم سوء الظن»، وما زال أولو العزم يحترسون من سوء الظن ويسدُّون ذرائعه".