للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧١٨٤٤ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {ولَكِنْ قُولُوا أسْلَمْنا}، قال: استَسْلمنا مخافة القتْل والسبيِ (١) [٦١١٠]. (١٣/ ٦٠٢)

٧١٨٤٥ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا}، قال: أراد (٢) أن يتسمَّوا باسم الهجرة، فنهاهم الله عن ذلك، وكان سمّاهم مسلمين، فأمرهم الله أن لا يتسمَّوا باسم الهجرة، وأمرهم


[٦١١٠] عَلَّقَ ابنُ تيمية (٦/ ٧٧) على هذا القول بقوله: «وأما ما نقل من أنهم أسلموا خوْف القتْل والسبي فهكذا كان إسلام غير المهاجرين والأنصار، أسلموا رغبة ورهبة، كإسلام الطُّلقاء من قريش بعد أن قهرهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإسلام المُؤلّفة قلوبهم من هؤلاء ومن أهل نَجد، وليس كل من أسلم لرغبة أو رهبة كان من المنافقين الذين هم في الدَّرْك الأسفل من النار، بل يدخلون في الإسلام والطاعة وليس في قلوبهم تكذيب ومعاداة للرسول، ولا استنارت قلوبهم بنور الإيمان ولا استبصروا فيه، وهؤلاء قد يحسن إسلام أحدهم فيصير من المؤمنين كأكثر الطُّلَقاء، وقد يبقى من فُسّاق الملة، ومنهم مَن يصير منافقًا مُرتابًا إذا قال له منكر ونكير: ما تقول في هذا الرجل الذي بعُث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلتُه. وقد تقدم قول مَن قال: إنهم أسلموا بغير قتال. فهؤلاء كانوا أحسن إسلامًا من غيرهم، وإنّ الله إنما ذمّهم لكوْنهم مَنُّوا بالإسلام وأنزل فيهم: {ولا تبطلوا أعمالكم} [محمد: ٢٣]، وأنهم من جنس أهل الكبائر. وأيضًا قوله: {ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}، و» لما «إنما يُنفى بها ما يُنتَظَر ويكون حصوله مترقّبًا؛ كقوله: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} [آل عمران: ١٤٢]، وقوله: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم} [البقرة: ٢١٥]، فقوله: {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} يدل على أنّ دخول الإيمان منتظرٌ منهم؛ فإنّ الذي يدخل في الإسلام ابتداء لا يكون قد حصل في قلبه الإيمان، لكنه يحصل فيما بعد كما في الحديث: كان الرجل يُسلم أول النهار رغبة في الدنيا فلا يجيء آخر النهار إلا والإسلام أحبّ إليه مما طلعت عليه الشمس. ولهذا كان عامة الذين أسلموا رغبة ورهبة دخل الإيمان في قلوبهم بعد ذلك، وقوله: {ولكن قولوا أسلمنا} أمرٌ لهم بأن يقولوا ذلك والمنافق لا يؤمر بشيء، ثم قال: {وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا} والمنافق لا تنفعه طاعة الله ورسوله حتى يؤمن أولًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>