للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٢٠٢٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال: {حَبْلِ الوَرِيدِ} الذي في الحَلْق (١). (١٣/ ٦٢٠)

٧٢٠٢٧ - عن جويبر، قال: سألتُ الضَّحّاك بن مُزاحِم عن قوله: {ونَحْنُ أقْرَبُ إلَيْهِ مِن حَبْلِ الوَرِيدِ}. قال: ليس شيء أقرب إلى ابن آدم مِن حبل الوريد، والله أقرب إليه منه (٢). (١٣/ ٦١٩)

٧٢٠٢٨ - قال مقاتل بن سليمان: {ولَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ ونَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} يعني: قلبه، {ونَحْنُ أقْرَبُ إلَيْهِ مِن حَبْلِ الوَرِيدِ} وهو عِرْق خالط القلب، فعِلْم الرّبّ تعالى أقربُ إلى القلب مِن ذلك العِرْق (٣) [٦١٣٠]. (ز)


[٦١٣٠] رجَّح ابنُ تيمية (٦/ ٨٨ - ٩٢) -مستندًا إلى السياق- أنّ المراد بالقُرْب: قُربه إليه بالملائكة، فقال: «وسياق الآيتين يدل على أن المراد: الملائكة؛ فإنه قال: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}، فقيّد القُرب بهذا الزمان وهو زمان تلقّي المتلقيين قعيد عن اليمين وقعيد عن الشمال، وهما المَلَكان الحافظان اللذان يكتبان كما قال: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}. ومعلوم أنه لو كان المراد قُرب ذات الرّبّ لم يختص ذلك بهذه الحال، ولم يكن لذِكْر القعيدين والرقيب والعتيد معنًى مناسب».
وبنحوه قال ابنُ كثير (١٣/ ١٨٥).
وذكر ابنُ تيمية أن هذا هو المعروف عن المفسّرين المتقدمين من السلف، ووجَّه تفسير القُرب بالعلم بقوله: «وهؤلاء كلّهم مقصودهم أنه ليس المراد أنّ ذات الباري -جلّ وعلا- قريبة من وريد العبد ومن الميت، ولما ظنّوا أن المراد قُربه وحده دون قُرب الملائكة فسّروا ذلك بالعلم والقدرة كما في لفظ المعية».
وبنحوه قال ابنُ كثير (١٣/ ١٨٥).
وانتقد ابن تيمية (٦/ ٩٠ - ٩١) هذا المعنى مستندًا للسياق، والدلالة العقلية، فقال: «ولا حاجة إلى هذا؛ فإن المراد بقوله: {ونحن أقرب إليه منكم} أي: بملائكتنا في الآيتين، وهذا بخلاف لفظ المعية؛ فإنه لم يقل: ونحن معه، بل جعل نفسه هو الذي مع العباد، وأخبر أنه ينبّئهم يوم القيامة بما عملوا، وهو نفسه الذي خلق السموات والأرض، وهو نفسه الذي استوى على العرش، فلا يجعل لفظ مثل لفظ مع تفريق القرآن بينهما ... وقوله: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} لا يجوز أن يُراد به مجرد العلم؛ فإنّ مَن كان بالشيء أعلم من غيره لا يُقال: إنه أقرب إليه مِن غيره لمجرد علمه به، ولا لمجرد قدرته عليه. ثم إنه? عالم بما يُسَرّ من القول وما يُجهر به وعالم بأعماله؛ فلا معنى لتخصيص حبل الوريد بمعنى أنه أقرب إلى العبد منه؛ فإنّ حبل الوريد قريب إلى القلب ليس قريبًا إلى قوله الظاهر، وهو يعلم ظاهر الإنسان وباطنه ... ومما يدل على أنّ القُرب ليس المراد به العلم أنه قال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد} فأخبر أنه يعلم ما توسوس به نفسه، ثم قال: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} فأثبت العلم، وأثبت القُرب، وجعلهما شيئين، فلا يُجعل أحدهما هو الآخر. وقيّد القرب بقوله: {إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}».
واستدرك ابنُ القيم (٣/ ١٢ - ١٣) ما رجّحه ابنُ تيمية مستندًا لظاهر الآية، والسنة، فقال: «قلتُ: أوّل الآية يأبى ذلك؛ فإنه قال: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} ... وفي صحيح مسلم من حديث حُذيفة بن أسيد? في تخليق النطفة: «فيقول المَلك الذي يخلقه: يا ربّ، ذكر أم أنثى؟ أسوي أم غير سوي؟ فيقضي ربّك ما شاء، ويكتب المَلك». فهو سبحانه الخالق وحده». ثم علق بقوله: «ولا يُنافي ذلك استعمال الملائكة».
وذكر ابنُ عطية (٨/ ٣٨) أن {الإنسان} اسم جنس، ثم قال: «وقال بعض المفسرين: الإنسان هنا: آدم - عليه السلام -».

<<  <  ج: ص:  >  >>