للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٢٤٥٥ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق حُصين- في قوله: {يَوْمَ هُمْ عَلى النّارِ يُفْتَنُونَ}، قال: يُعذّبون في النار، يُحرقون فيها، ألم ترَ أنّ الذَّهب إذا أُلقي في النار قيل: فُتِن؟ (١). (ز)

٧٢٤٥٦ - عن الحسن البصري -من طريق يونس، ومبارك- {يفتنون}: يُعذَّبون (٢). (ز)

٧٢٤٥٧ - عن قرة: سمعت الحسن: {يفتنون} يُقَرَّرون بذنوبهم (٣). (ز)

٧٢٤٥٨ - قال إسحاق البستي: وجدت في كتاب أبي في تفسير قتادة: {يَوْمَ هُمْ عَلى النّارِ يُفْتَنُونَ}، قال: يُنضَجون بالنار (٤). (ز)

٧٢٤٥٩ - قال مقاتل بن سليمان: {يَوْمَ هُمْ عَلى النّارِ يُفْتَنُونَ} يعني: يُعذّبون، يُحرقون، كقوله: {إنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ} [البروج: ١٠] (٥). (ز)

٧٢٤٦٠ - عن سفيان [الثوري]-من طريق مهران- {يَوْمَ هُمْ عَلى النّارِ يُفْتَنُونَ}، يقول: يُحرَقون (٦). (ز)

٧٢٤٦١ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {يَوْمَ هُمْ عَلى النّارِ يُفْتَنُونَ}، قال: يُحرقون بالنار (٧) [٦١٨٤]. (ز)


[٦١٨٤] في قوله: {يوم هم على النار يفتنون} قولان: الأول: أنهم يُحرقون ويُعذّبون بالنار. الثاني: أنهم يُكذّبون.
وقد رجّح ابنُ جرير (٢١/ ٤٩٨) -مستندًا إلى اللغة- القول الأول، وعلَّل ذلك بقوله: «لأن الفتنة أصلها: الاختبار، وإنما يقال: فتنت الذهب بالنار: إذا طبختها بها لتعرف جودتها؛ فكذلك قوله: {يوم هم على النار يفتنون} يُحرقون بها كما يُحرق الذهب بها».
وقال ابنُ عطية (٨/ ٦٥ - ٦٦): «و {يفتنون} معناه: يُحرقون ويُعذّبون في النار. قاله ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والجميع».
وعلّق ابنُ القيم (٣/ ٣٣ - ٣٤ بتصرف) على القول الأول، فقال: «والمشهور في تفسير هذا الحرف أنه بمعنى: يُحرقون، ولكن لفظة {على} تعطي معنًى زائدًا على ما ذكروه، ولو كان المراد نفس الحرق لقيل: يوم هم في النار يفتنون. ولهذا لَمّا علم هؤلاء ذلك قال كثير منهم {على} بمعنى: في، كما تكون» في «بمعنى: على. ومَن جعل الفتنة ههنا مِن الحريق أخذه من قوله تعالى {إنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا} [البروج: ١٠]، واستشهد على ذلك أيضًا بهذه اللفظة التي في الذّاريات». ثم قال: «والظاهر أنّ فتنتهم على النار قبل فتنتهم فيها، لهم عند عرضهم عليها ووقوفهم عليها فتنة، وعند دخولهم والتعذيب بها فتنة أشد منها. وحقيقة الأمر أنّ الفتنة تُطلق على: العذاب وسببه، ولهذا سمى الله الكفر: فتنة، فهم لما أتَوا بالفتنة التي هي أسباب العذاب في الدنيا سمّى جزاءهم: فتنة، ولهذا قال: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} وكان وقوفهم على النار وعرضهم عليها مِن أعظم فتنتهم، وآخر هذه الفتنة دخول النار والتعذيب بها، ففُتنوا أولًا بأسباب الدنيا وزينتها، ثم فُتنوا بإرسال الرسل إليهم، ثم فُتنوا بمخالفتهم وتكذيبهم، ثم فُتنوا بعذاب الدنيا، ثم فُتنوا بعذاب الموت، ثم يُفتنون في موقف القيامة، ثم إذا حُشروا إلى النار وُقِفوا عليها وعُرضوا عليها وذلك من أعظم فتنتهم، ثم الفتنة الكبرى التي أنسَتهم جميع الفتن قبلها».

<<  <  ج: ص:  >  >>