للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عذاب القبر (١). (ز)

٧٣٠٦٤ - عن زاذان [أبي عمر الكندي]-من طريق أبي كَرْمَةَ- قال: عذاب القبر (٢). (١٣/ ٧١٠)

٧٣٠٦٥ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {وإنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذابًا دُونَ ذَلِكَ}، قال: الجوع لقريش في الدنيا (٣). (١٣/ ٧١١)

٧٣٠٦٦ - قال الضَّحّاك بن مُزاحِم: {وإنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذابًا دُونَ ذَلِكَ ولَكِنَّ أكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} هو الجوع والقَحْط سبع سنين (٤). (ز)

٧٣٠٦٧ - قال مقاتل بن سليمان: ثم أوعدهم أيضًا العذاب في الدنيا، فقال: {وإنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} يعني: كفار مكة {عَذابًا دُونَ ذلِكَ} يعني: دون عذاب الآخرة عذابًا في الدنيا القتْل ببدر (٥). (ز)

٧٣٠٦٨ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وإنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذابًا دُونَ ذَلِكَ}، قال: دون الآخرة؛ في هذه الدنيا، يعذّبهم به مِن ذهاب الأموال والأولاد. قال: فهي للمؤمنين أجر وثواب عند الله، عدا مصائبهم ومصائب هؤلاء، عجّلهم الله إياها في الدنيا. وقرأ: {فَلا تُعْجِبْكَ أمْوالُهُمْ ولا أوْلادُهُمْ} [التوبة: ٥٥] (٦). (ز)

٧٣٠٦٩ - قال يحيى بن سلّام: ... وقوله: {وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك} يوم بدر (٧) [٦٢٥٦]. (ز)


[٦٢٥٦] اختُلف في العذاب الذي توعّد الله به هؤلاء الظلمة من دون يوم الصعقة على أقوال: الأول: أنه عذاب القبر. الثاني: الجوع. الثالث: المصائب التي تصيبهم في الدنيا من ذهاب الأموال والأولاد. الرابع: يوم بدر.
وجمع ابنُ جرير (٢١/ ٦٠٤ - ٦٠٥) بين الأقوال لدلالة العموم، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندي أن يُقال: إنّ الله -تعالى ذكره- أخبر أنّ للذين ظلموا أنفسهم بكفرهم به عذابًا دون يومهم الذي فيه يُصعقون، وذلك يوم القيامة، فعذاب القبر دون يوم القيامة؛ لأنه في البرزخ، والجوع الذي أصاب كفار قريش، والمصائب التي تصيبهم في أنفسهم وأموالهم وأولادهم دون يوم القيامة، ولم يخصّص الله نوعًا من ذلك أنه لهم دون يوم القيامة دون نوع، بل عمّ فقال: {وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك} فكلّ ذلك لهم عذاب، وذلك لهم دون يوم القيامة».
وذكر ابنُ القيم (٣/ ٦٣) أن القول الأول الذي قاله ابن عباس من طريق عطية، وقتادة، والبراء، وزاذان، أظهر؛ لأنّ كثيرًا منهم مات، ولم يُعذّب في الدنيا. ثم قال: «وقد يقال -وهو أظهر-: إنّ مَن مات منهم عُذّب في البرزخ، ومَن بقي منهم عُذّب في الدنيا بالقتل وغيره، فهو وعيد بعذابهم في الدنيا وفي البرزخ».

<<  <  ج: ص:  >  >>