وجمع ابنُ جرير (٢١/ ٦٠٤ - ٦٠٥) بين الأقوال لدلالة العموم، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندي أن يُقال: إنّ الله -تعالى ذكره- أخبر أنّ للذين ظلموا أنفسهم بكفرهم به عذابًا دون يومهم الذي فيه يُصعقون، وذلك يوم القيامة، فعذاب القبر دون يوم القيامة؛ لأنه في البرزخ، والجوع الذي أصاب كفار قريش، والمصائب التي تصيبهم في أنفسهم وأموالهم وأولادهم دون يوم القيامة، ولم يخصّص الله نوعًا من ذلك أنه لهم دون يوم القيامة دون نوع، بل عمّ فقال: {وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك} فكلّ ذلك لهم عذاب، وذلك لهم دون يوم القيامة». وذكر ابنُ القيم (٣/ ٦٣) أن القول الأول الذي قاله ابن عباس من طريق عطية، وقتادة، والبراء، وزاذان، أظهر؛ لأنّ كثيرًا منهم مات، ولم يُعذّب في الدنيا. ثم قال: «وقد يقال -وهو أظهر-: إنّ مَن مات منهم عُذّب في البرزخ، ومَن بقي منهم عُذّب في الدنيا بالقتل وغيره، فهو وعيد بعذابهم في الدنيا وفي البرزخ».