ورجَّح ابنُ عطية (٨/ ١١٠ - ١١٢) القول الثاني مستندًا إلى السنة، من حديث عائشة - رضي الله عنها -[من طريق مسروق الآتي في تفسير قوله: {ولَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى}]، فقال: «وحديث عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاطع لكل تأويل في اللفظ؛ لأن قول غيرها إنما هو منتزعٌ مِن ألفاظ القرآن». وعلَّق ابنُ تيمية (٦/ ١٣١) على القول الأول بقوله: «وليس قولُ ابن عباس أنّه رآه مُناقِضًا لهذا -أي: للقول الثاني-، ولا قوله رآه بفؤاده، وقد صحَّ عنه أنه قال: «رأيتُ ربي -تبارك وتعالى-». لكن لم يكن هذا في الإسراء، ولكن كان في المدينة لَمّا احتبس عنهم في صلاة الصبح، ثم أخبرهم عن رؤية ربّه -تبارك وتعالى- تلك الليلة في منامه. وعلى هذا بنى الإمام أحمد وقال: نعم رآه حقًّا، فإنّ رؤيا الأنبياء حقٌّ ولا بد».