وذكر ابنُ عطية (٨/ ١٧٦ - ١٧٧) القولين، ثم قال معلّقًا: «ويحتمل قوله: {آن} أن يكون من هذا ومن هذا». ثم رجّح -مستندًا إلى النظائر، ولغة العرب- الأول بقوله: «وكونه من الثاني أبين، ومنه قوله تعالى: {غير ناظرين إناه} [الأحزاب: ٥٣]». ثم قال: «ويُشبه أن يكون الأمر في المعنيين قريبًا بعضه من بعض، والأول أعم من الثاني». وبيّن ابنُ كثير (١٣/ ٣٢٨) كذلك تقارب المعنيين، فقال: «والحاضر لا ينافي ما روي عن القُرَظيّ أولًا أنه الحار، كقوله تعالى: {تسقى من عين آنية} [الغاشية: ٥] أي: حارّة شديدة الحر لا تستطاع. وكقوله: {غير ناظرين إناه} [الأحزاب: ٥٣] يعني: استواءه ونُضجه. فقوله: {حميم آن} أي: حميمٌ حارّ جدًّا».