وذكر ابنُ عطية (٨/ ١٧٧) في قوله: «مَن» احتمالين، فقال: «» مَن «في قوله تعالى: {ولمن} يحتمل أن تقع على جميع المتصفين بالخوف الزاجر عن معاصي الله تعالى، ويحتمل أن تقع لواحد منهم، وبحسب هذا قال بعض الناس في هذه الآية: إنّ كلّ خائف له جنتان. وقال بعضهم: إن جميع الخائفين لهم جنتان». ونقل ابنُ عطية (٨/ ١٧٧) عن قوم قولهم: «أراد: جنة واحدة، وثنّى على نحو قوله تعالى: {ألْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ} [ق: ٢٤]، وقول الحجاج: يا غلام اضربا عنقه». وانتقد (٥/ ٢٣٣ دار الكتب العلمية) قولهم -مستندًا إلى القرآن، وإلى اللغة- قائلًا: «وهذا ضعيف؛ لأن معنى التثنية متوجّه، فلا وجه للفرار إلى هذه الشاذة، ويؤيد التثنية قوله: {ذَواتا أفْنانٍ} وهي تثنية» ذات «على الأصل؛ لأن أصل» ذات «: ذوات».