للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٥٣١٤ - قال عطاء: {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ}، أراد: منازلها (١). (ز)

٧٥٣١٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ}، قال: بمساقطها (٢). (١٤/ ٢١٨)

٧٥٣١٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ}، قال: بمنازل النجوم (٣). (١٤/ ٢١٨)

٧٥٣١٧ - قال محمد بن السّائِب الكلبي -من طريق معمر- {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ}: هو القرآن كان ينزل نجومًا (٤). (ز)

٧٥٣١٨ - قال مقاتل بن سليمان: {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ} يعني: بمساقط النجوم مِن القرآن كلّه أوله وآخره في ليلة القَدْر، نزل من اللوح المحفوظ مِن السماء السابعة إلى السماء الدنيا إلى السّفرة، وهم الكتبة من الملائكة، نظيرها في {عبس وتولى} [١٥ - ١٦]: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ} (٥) [٦٤٥٦]. (ز)


[٦٤٥٦] اختُلف في معنى: «النجوم» التي أقسم بمواقعها في هذه الآية على قولين: الأول: أنها نجوم السماء. وفي مواقعها ثلاثة أقوال: أحدها: منازلها. ثانيها: مساقطها. ثالثها: انتثارها عند قيام الساعة. الثاني: أنها آيات القرآن، ومواقعها: نزولها شيئًا بعد شيء.
ووجَّه ابنُ القيم (٣/ ١١٥) قول مَن قال: إنها نجوم السماء، ومواقعها: مساقطها. بقوله: «وعلى هذا فتكون المناسبة بين ذِكر النجوم في القسم وبين المُقسم عليه وهو القرآن من وجوه: أحدها: أنّ النجوم جعلها الله يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر، وآيات القرآن يُهتدى بها في ظلمات الجهل والغي، فتلك هداية في الظلمات الحسية، وآيات القرآن في الظلمات المعنوية؛ فجمع بين الهدايتين، مع ما في النجوم من الرجوم للشياطين، وفي آيات القرآن من رجوم شياطين الإنس والجن، والنجوم آياته المشهودة المعاينة، والقرآن آياته المتلوة السمعية، مع ما في مواقعها عند الغروب من العِبرة والدلالة على آياته القرآنية ومواقعها عند النزول».
وعلَّق ابنُ عطية (٨/ ٢٠٩) على القول الثاني بقوله: «ويؤيد هذا القول عوْد الضمير على القرآن في قوله سبحانه: {إنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ}، وذلك أنّ ذِكْرَه لم يتقدم إلا على هذا التأويل، ومَن لا يتأول هذا التأويل يقول: إنّ الضمير يعود على القرآن وإن لم يتقدم له ذِكر لشهرة الأمر ووضوح المعنى، كقوله تعالى: {حَتّى تَوارَتْ بِالحِجابِ} [ص: ٣٢]، و {كُلُّ مَن عَلَيْها فانٍ} [الرحمن: ٢٦] وغير ذلك».ورجَّح ابن جرير (٢٢/ ٣٦١) -مستندًا إلى الأغلب في اللغة- أنه قسمٌ بمساقط النجوم ومغايبها في السماء، وهو قول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقول الحسن، وقتادة من طريق سعيد، وعلَّل ذلك بقوله: «وذلك أن المواقع جمع موقع، والموقع المَفْعِل، من وقَع يَقَعُ مَوقِعًا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أوْلى معانيه به».
وزاد ابن عطية (ينظر: ٨/ ٢١٠) قولًا أنّ مواقع النجوم: عند الانقضاض إثر العفاريت.

<<  <  ج: ص:  >  >>