[٦٤٦٨] نقل ابنُ القيم (٣/ ١٢٦) في معنى: {فَسَلامٌ لَكَ مِن أصْحابِ اليَمِينِ} عن الكلبي قوله: «يُسلّم عليه أهل الجنة، ويقولون: السلامة لك». ثم وجَّهه بقوله: «وعلى هذا فقوله: {مِن أصْحابِ اليَمِينِ} أي: هذه التحية حاصلة لك مِن إخوانك أصحاب اليمين، فإنه إذا قَدم عليهم حيَّوه بهذه التحية، وقالوا: السلامة لك». ثم علَّق بقوله: «وفي الآية أقوال أُخر، فيها تكلّف وتعسّف، فلا حاجة إلى ذكرها». [٦٤٦٩] رجَّح ابنُ جرير (٢٢/ ٣٨١) في معنى: {فَسَلامٌ لَكَ مِن أصْحابِ اليَمِينِ} «أن يُقال: معناه: فسلامٌ لك أنك من أصحاب اليمين. ثم حُذِفت» أنّ «، واجتُزِئ بدلالة» مِن «عليها منها، بمعنى: فسلِمْتَ من عذاب الله، ومما تَكْرَهُ؛ لأنك من أصحاب اليمين». وذكر ابنُ عطية (٨/ ٢١٥) أنّ المعنى: «ليس في أمرهم إلا السلام والنجاة مِن العذاب، وهذا كما تقول في مدح رجل: أما فلان فناهيك به، أو بِحَسْبك أمْرُه،.هذا يقتضي جملة غير مُفَصَّلة من مدحه». ثم نقل أقوالًا أخرى في معنى الآية، فقال: «وقد اضطربت عبارات المتأوِّلين في قوله تعالى: {فَسَلامٌ لَكَ} فقال قوم: المعنى: فيقال له: مُسَلَّم لك أنك من أصحاب اليمين. وقال الطبري: المعنى: فسلامٌ لك أنك من أصحاب اليمين. وقيل: المعنى: فَسَلامٌ لَكَ يا محمد». ثم وجَّه القول الأخير بقوله: «أي: لا ترى فيهم إلا السلامةَ من العذاب، فهذه الكاف في {لَكَ} إما أن تكون للنبي -وهو الأظهر- ثم لكلِّ معتبر فيها من أمَّته، وإما أن تكون لمن يخاطبه من أصحاب اليمين، وغير هذا مما قيل فيه تكلُّف».