للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصراط (١). (١٤/ ٢٦٦)

٧٥٥٧٩ - عن عبد الله بن مسعود -من طريق قيس- في قوله: {يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أيْدِيهِمْ}، قال: يُؤتَون نورهم على قدْر أعمالهم، يمرُّون على الصراط؛ منهم مَن نوره مِثل الجبل، ومنهم مَن نوره مِثل النّخلة، وأدناهم نورًا مَن نوره على إبهامه يُطفَأ مرّة، ويقد أخرى (٢). (١٤/ ٢٦٧)

٧٥٥٨٠ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- يقول في قوله: {يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أيْدِيهِمْ وبِأَيْمانِهِمْ}: كتبهم. يقول الله: {فَأَمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ} [الانشقاق: ٧]، وأما نورهم فهداهم (٣). (ز)

٧٥٥٨١ - عن الحسن البصري -من طريق أشعث- في قوله: {يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أيْدِيهِمْ}، قال: على الصراط حتى يدخلوا الجنة (٤). (١٤/ ٢٦٦)

٧٥٥٨٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في الآية: {يَوْمَ تَرى المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ}، قال: ذُكر لنا: أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنّ مِن المؤمنين يوم القيامة مَن يُضِيء له نورُه كما بين المدينة إلى عَدَن أبيَن، إلى صنعاء، فدون ذلك، حتى إنّ مِن المؤمنين مَن لا يضيء له نوره إلا موضع قدميه، والناس منازل بأعمالهم» (٥). (١٤/ ٢٦٦)

٧٥٥٨٣ - قال مقاتل بن سليمان: {يَوْمَ تَرى} يا محمد {المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ} على الصراط {يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أيْدِيهِمْ} دليل إلى الجنة، {وبِأَيْمانِهِمْ} يعني: بتصديقهم في الدنيا أُعطوا النور في الآخرة على الصراط، يعني: بتوحيد الله تعالى، تقول الحفظة لهم: {بُشْراكُمُ اليَوْمَ جَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها} لا يموتون {ذلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ} (٦) [٦٤٨٦]. (ز)


[٦٤٨٦] اختُلف في قوله: {يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم} على قولين: الأول: أنّ المعنى: يُضيء نورُهم بين أيديهم وبأيمانهم. الثاني: يسعى إيمانهم وهداهم بين أيديهم، وبأيمانهم: كتبهم.
ورجَّح ابنُ جرير (٢٢/ ٣٩٨ - ٣٩٩) -مستندًا إلى الدلالة العقلية- القول الثاني الذي قاله الضَّحّاك، فقال: «وذلك أنه لو عُني بذلك النور: الضوء المعروف؛ لم يُخص عنه الخبر بالسعي بين الأيدي والأيمان دون الشمائل؛ لأن ضياء المؤمنين الذي يُؤتونه في الآخرة يضيء لهم جميع ما حولهم، وفي خصوص الله -جل ثناؤه- الخبر عن سعيه بين أيديهم وبأيمانهم دون الشمائل، ما يدل على أنه مَعنيّ به غير الضياء، وإن كانوا لا يخلون من الضياء».
وذكر ابنُ عطية (٨/ ٢٢٥) أنّ النور على هذا القول استعارة، وأنه على القول الأول حقيقة. ثم بيّن المعنى على كون النور حقيقة، فقال: «يريد: الضوء المنبسط من أصل النور. وبأيمانهم أصله، والشيء الذي هو متّقد فيه. فمضمن هذا القول أنهم يحملون الأنوار». ثم علَّق بقوله: «وكونهم غير حاملين أكرم، ألا ترى أنّ فضيلة عباد بن بشر وأسيد بن حضير إنما كانت بنور لا يحملانه؟! هذا في الدنيا فكيف في الآخرة؟!».
ونقل أنّ فرقة قالت: {بأيمانهم} معناه: عن أيمانهم. وعلَّق عليه بقوله: «فكأنه خصّ ذكر جهة اليمين تشريفًا، وناب ذلك مناب أن يقول: وفي جميع جهاتهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>