للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقَصّتْ أمرها وأمر زوجها عليه، فأرسل رسولُ الله إلى أوْس بن صامت، فأتاه، فقال رسول الله: «ماذا تقولُ ابنة عمّك؟». فقال: صدقتْ، قد تَظهّرتُ منها، وجعلتُها كظَهْر أُمّي، فما تأمر -يا رسول الله- في ذلك؟ فقال رسول الله: «لا تدنُ منها ولا تَدْخل عليها حتى آذن لك». قالت خَوْلَة: يا رسول الله، ما له مِن شيء، وما ينفق عليه إلاّ أنا. وكان بينهم في ذلك كلام ساعة، ثمّ أنزل الله القرآن: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما} إلى آخر الآيات. فأمره رسول الله بما أمره الله مِن كفارة الظِّهار، فقال أوْس: لولا خَوْلَة هَلكتُ (١). (ز)

٧٥٨٥٣ - قال مقاتل بن سليمان: ذلك أن خَوْلَة بنت ثَعْلَبة بن مالك بن أحرم الأنصاري، من بني عمرو بن عوف بن الخزرج، كانت حَسنة الجسم، فرآها زوجُها ساجدةً في صلاتها، فلما انصرفتْ أرادها زوجُها، فأَبتْ عليه، فغضب، فقال: أنتِ عليّ كظَهْر أُمّي. واسمه أوْس بن الصّامت أخو عبادة بن الصّامت بن قيس بن أحرم الأنصاري، فأَتتْ خَوْلةُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: إنّ زوجي -يا رسول الله- تَزَوّجَني وأنا شابّة، ذات مال وأهل، حتى إذا أكل مالي، وأفنى شبابي، وكَبِرت سِنّي، ووهن عظمي؛ جعلني عليه كظَهْر أُمّه، ثم ندم، فهل من شيء يجمعني وإياه؟ فسكتَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عنها، وكان الظِّهار والإيلاء وعدد النّجوم مِن طلاق الجاهلية، فوقّتَ اللهُ تعالى في الإيلاء أربعة أشهر، وجعل في الظِّهار الكفارة، ووقّتَ مِن عدد النّجوم ثلاث تطليقات، فأنزل الله تعالى: {الَّذِينَ يُظاهَرونَ مِنكُمْ مِن نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ} (٢). (ز)

٧٥٨٥٤ - عن يزيد بن زيد الهمداني، في قوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها}، قال: هي خَوْلَة بنت الصّامت، وكان زوجُها مريضًا، فدعاها، فلم تُجِبه، وأَبطأتْ عليه، فقال: أنتِ عَلَيَّ كظَهْر أُمّي. فأَتَت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فنَزَلَتْ هذه الآية: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}. فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «أعْتِق رقبة». قال: لا أجِد. قال: «فَصُم شهرين متتابعين». قال: لا أستطيع. قال: «فَأطْعِم ستين مسكينًا». قال: لا، واللهِ، ما عندي، إلا أن تُعِينني. فأعانه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بخمسة عشر صاعًا، فقال: واللهِ، ما في


(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ١٠/ ٢٥٣.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٢٥٧ - ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>