للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٥٩٣٢ - عن سَلمة بن صخر الأنصاري، قال: كنتُ رجلًا قد أُوتِيتُ مِن جماع النساء ما لم يُؤتَ غيري، فلمّا دخل رمضان ظاهَرتُ مِن امرأتي حتى ينسلخ رمضان؛ فرَقًا مِن أنْ أصيب منها في ليلي، فأتتابع في ذلك ولا أستطيع أنْ أنزِع حتى يُدركني الصبح، فبينما هي تخدمني ذات ليلة إذ تكشّف لي منها شيءٌ، فوثبتُ عليها، فلما أصبحتُ غدوتُ على قومي، فأخبرتُهم خبري، فقلتُ: انطلِقوا معي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأُخبِره بأمري. فقالوا: لا، واللهِ، لا نفعل، نتخوّف أن ينزل فينا القرآن، أو يقول فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالةً يبقى علينا عارُها، ولكن اذهب أنتَ، فاصنع ما بدا لك. فخرجتُ، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرتُه خبري، فقال: «أنت بذاك (١)؟». قلتُ: أنا بذاك. قال: «أنتَ بذاك؟». قلتُ: أنا بذاك. قال: «أنتَ بذاك؟». قلتُ: أنا بذاك، وها أنا ذا، فأَمضِ فِيَّ حُكْمَ الله، فإنِّي صابِرٌ لذلك. قال: «أعتِقْ رقبة». فضربتُ صفحة عنقي بيدي، فقلت: لا، والذي بعثك بالحقّ، ما أصبحتُ أملك غيرها. قال: «فَصُم شهرين متتابعين». قلتُ: وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام. قال: «فَأطْعِم ستين مسكينًا». قلتُ: والذي بعثك بالحقّ، لقد بِتْنا ليلتنا هذه وحْشًا (٢) ما لنا عشاء. قال: «اذهب إلى صاحب صدقة بني زُريق، فقُلْ له، فليدفعها إليك، فَأطْعِم عنك منها وسْقًا ستين مسكينًا، ثم استعِن بسائرها عليك وعلى عيالك». فرجعتُ إلى قومي، فقلتُ: وجدتُ عندكم الضِّيق وسوء الرأي، ووجدتُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السّعَة والبركة، أمَر لي بصدقتكم، فادفعوها إلَيَّ. فدفعوها إليه (٣). (١٤/ ٣١٦)

٧٥٩٣٣ - عن أبي هريرة: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمَر الذي أتى أهلَه في رمضان بكفّارة المُظاهِر (٤). (١٤/ ٣١٠)


(١) أي: أنت المُلم بذلك، أو: أنت المرتكب له. عون المعبود ٢/ ٢٣٣.
(٢) رجل وحش: إذا كان جائعًا لا طعام له. النهاية (وحش).
(٣) أخرجه أحمد ٢٦/ ٣٤٧ - ٣٤٩ (١٦٤٢١)، ٣٩/ ١٠٥ (٢٣٧٠٠)، وأبو داود ٣/ ٥٣٥ (٢٢١٣)، والترمذي ٥/ ٤٩٢ - ٤٩٤ (٣٥٨٤)، وابن ماجه ٣/ ٢١٢ - ٢١٣ (٢٠٦٢)، وابن الجارود ص ١٨٥ - ١٨٦ (٧٤٤، ٧٤٥)، وابن خزيمة ٤/ ١٢٤ - ١٢٦ (٢٣٧٨)، والحاكم ٢/ ٢٢١ (٢٨١٥).
قال الترمذي: «هذا حديث حسن». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال الألباني في صحيح أبي داود ٦/ ٤١٤ - ٤١٥ (١٩١٧): «حديث حسن».
(٤) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه. وأصله عند مسلم ٢/ ٧٨١ (١١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>