وذكر ابنُ جرير (٢/ ٧٤٠) -بعد سَوْقِه لهذه الآثار- أنّ هناك من قال: معنى قوله: {وبينوا} إنما هو: وبينوا التوبة بإخلاص العمل. وانتَقَدَه مُسْتَنِدًا لمخالفته لظاهر القرآن، فقال: «ودليل ظاهر الكتاب والتنزيل بخلافه؛ لأنّ القوم إنما عُوتِبُوا قبل هذه الآية على كتمانهم ما أنزل الله -تعالى ذكرُه- وبيّنه في كتابه في أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - ودينه. ثم استثنى منهم -تعالى ذِكْرُه- الذين يبينون أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - ودينه، فيتوبون مما كانوا عليه من الجحود والكتمان، فأخرجهم من عذاب مَن يلعنه الله ويلعنه اللاعنون. ولم يكن العتاب على تركهم تبيين التوبة بإخلاص العمل. والذين استثنى الله من الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى من بعد ما بينه للناس في الكتاب: عبد الله بن سلام وذووه من أهل الكتاب الذين أسلموا فحسن إسلامهم، واتَّبعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». ووجَّهه ابنُ عطية (١/ ٣٩٥)، فقال: «مَن فَسَّر الآية على العموم معناه: بَيَّنوا توبتهم بمبرز العمل والبروع فيه. ومن فسرها على أنها في كاتمي أمر محمد قال: المعنى: بَيَّنوا أمر محمد - صلى الله عليه وسلم -، فتجيء الآية فيمن أسلم من اليهود والنصارى».