للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لقبيلتين من الأنصار؛ الأَوْس والخَزْرج، في الجاهلية، فلمّا قَدِم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وأسلَمت الأنصار، وأَبَتِ اليهودُ أن يُسْلِموا، سار المسلمون إلى النَّضِير وهم في حصونهم، فجعل المسلمون يَهدِمون ما يليهم مِن حصنهم، ويَهدِم الآخرون ما يليهم؛ أن يُرتَقى عليهم، حتى أفضَوْا إليهم، فنَزَلَتْ: {هُوَ الَّذِي أخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أهْلِ الكِتابِ مِن دِيارِهِمْ} إلى قوله: {شَدِيدُ العِقابِ} (١). (١٤/ ٣٤٣)

٧٦١٠٦ - عن يزيد بن رُومان -من طريق ابن إسحاق- قال: نَزَلَتْ في بني النَّضِير سورة الحَشْر بأسرها، يذكر فيها ما أصابهم الله - عز وجل - به من نِقمته، وما سَلّط عليهم به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وما عمِل به فيهم، فقال: {هُوَ الَّذِي أخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أهْلِ الكِتابِ مِن دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الحَشْرِ} الآيات (٢). (ز)

٧٦١٠٧ - عن موسى بن عقبة، قال: هذا حديثُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى بني النَّضِير يستعينهم في عقْل الكِلابِيَّيْن، وكانوا زعموا قد دَسُّوا إلى قريش حين نزلوا بأُحد لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحضّوهم على القتال، ودلّوهم على العورة، فلما كلّمهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عقْل الكِلابِيَّيْن قالوا: اجلس -يا أبا القاسم- حتى تَطْعَم، وترجع بحاجتك، ونقوم فنتشاور، ونُصلِح أمرنا فيما جئتنا له، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومَن معه مِن أصحابه في ظِلّ جدارٍ ينتظرون أن يُصلحوا أمرهم، فلمّا خَلَوا -والشيطان معهم- ائتمروا بقتْل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: لن تجدوه أقرب منه الآن، فاستريحوا منه تأمَنوا في دياركم، ويُرفع عنكم البلاء. فقال رجل منهم: إن شئتم ظهرتُ فوق البيت الذي هو تحته، فدَلّيتُ عليه حجرًا، فقتلتُه. وأوحى اللهُ - عز وجل - إليه، فأخبره بما ائتمروا به مِن شأنهم، فعصَمه الله - عز وجل -، وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه يريد أن يقضي حاجة، وتَرك أصحابه في مجلسهم، وانتظره أعداء الله، فراثَ عليهم، فأقبل رجلٌ مِن المدينة، فسألوه عنه، فقال: لَقيته قد دخل أزِقّة المدينة، فقالوا لأصحابه: عَجل أبو القاسم أن يُقيم أمرنا في حاجته التي جاء لها. ثم قام أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرجعوا، ونزل القرآن، والله أعلم بالذي أراد أعداء الله، فقال - عز وجل -: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم} إلى قوله: {وعلى الله فليتوكل المؤمنون} [المائدة: ١١]. فلمّا أظهر اللهُ - عز وجل - رسولَه - صلى الله عليه وسلم - على ما أرادوا به وعلى خيانتهم أمر اللهُ - عز وجل - رسولَه - صلى الله عليه وسلم - بإجلائهم، وإخراجهم مِن ديارهم،


(١) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٢) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ٤٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>