[٦٥٣٩] لم يذكر ابنُ جرير (٢٢/ ٤٩٨ - ٤٩٩) في معنى قوله: {لأول الحشر} غير قول ابن زيد وما في معناه. ولَخّص ابنُ عطية (٨/ ٢٦٠) الخلاف في قوله تعالى: {لِأَوَّلِ الحَشْرِ}، فقال: «اختلف الناسُ في معنى ذلك بعد اتفاقهم على أنّ» الحَشْر «: الجمع والتوجيه إلى ناحية ما. فقال الحسن بن أبي الحسن وغيره: أراد: حَشْر القيامة، أي: هذا أوله، والقيام من القبور آخره، ورُوي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم: «امضوا هذا أول الحشر وإنّا على الأثر». وقال عكرمة، والزهري، وغيرهما: المعنى: لأول موضع الحَشْرِ، وهو الشام، وذلك أنّ أكثر بني النَّضِير جاءت إلى الشام. وقد رُوي: أنّ حشر القيامة هو إلى بلد الشام، وأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لبني النضير: «اخرجوا». قالوا: إلى أين؟ قال: «إلى أرض المَحْشَر». وقال قوم في كتاب المهدوي: المراد: الحَشْر في الدنيا الذي هو الجلاء والإخراج، فهذا الذي فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببني النَّضِير أوله، والذي فعل عمر بن الخطاب بأهل خَيبر آخره، وأخبرت الآية بمغيَّب، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بجلاء أهل خَيبر». ثم ذكر احتمالًا آخر، فقال: «ويحتمل أن يكون آخر الحَشْر في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه: «لا يبقينّ دينان في جزيرة العرب». فإنّ ذلك يتضمن إجلاء بقاياهم».