للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}، وأحسن ما يكون أن يكون بهذه المَنزلة (١). (ز)

٧٦٢٩٩ - عن علي بن الحسين بن علي -من طريق ابنه محمد- قال: جلس إلَيَّ قومٌ مِن أهل العراق، فذكروا أبا بكر وعمر، فمَسُّوا منهما، ثم ابتدأوا في عثمان، فقلت لهم: أخبِروني؛ أنتم من المهاجرين {الذين أخرجوا من ديارهم} إلى قوله: {أولئك هم الصادقون}؟ قالوا: لا، لسنا منهم. قال: فأنتم مِن الذين قال الله - عز وجل -: {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم} إلى قوله: {أولئك هم المفلحون}؟ قالوا: لا، لسنا منهم. قال: فقلت لهم: وأما أنتم فقد تبرّأتم وشهدتم وأقررتم أن تكونوا منهم، وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالثة الذين قال الله تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم}، قوموا عنِّي، لا بارك الله فيكم، ولا قرب دوركم، أنتم مستهزئون بالإسلام، ولستم مِن أهله (٢). (ز)

٧٦٣٠٠ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {والَّذِينَ جاءُوا مِن بَعْدِهِمْ}، قال: الذين أسلَموا، نُعِتوا أيضًا؛ عبد الله بن نَبْتَل، وأوس بن قَيظيّ (٣). (١٤/ ٣٨٣)

٧٦٣٠١ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم، {والَّذِينَ جاءُوا مِن بَعْدِهِمْ} الآية، قال: أُمروا بالاستغفار لهم، وقد عَلِم ما أحدثوا (٤).

(١٤/ ٣٨٤)

٧٦٣٠٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ثم ذكر الله الطائفة الثالثة، فقال: {والَّذِينَ جاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا اغْفِرْ لَنا ولِإخْوانِنا} حتى بلغ: {إنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}، إنما أُمِروا أن يستغفروا لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يُؤمروا بسبِّهم. وذُكر لنا: أنّ غلامًا لحاطِب بن أبي بَلتعة جاء نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا نبيَّ الله، لَيَدْخُلنَّ حاطِبٌ في حيِّ النار. قال: «كذبتَ؛ إنّه شهد بدرًا، والحُديبية». وذُكر لنا: أنّ عمر بن الخطاب? أغلَظ لرجل من أهل بدر، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: «وما يُدريك، يا عمر؟ لعلّه قد شهد مَشهدًا اطّلع الله فيه إلى أهله، فأشهَد ملائكته: إني قد


(١) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ٥٣٣.
(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٤١/ ٣٨٩.
(٣) تفسير مجاهد ص ٦٥٣، وأخرجه ابن جرير ٢٢/ ٥٣٢ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(٤) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.

<<  <  ج: ص:  >  >>