للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَفَرُوا}، يقول: لا تُسلّطهم علينا فيَفتِنونا (١) [٦٥٦٨]. (١٤/ ٤١٠)

٧٦٤٦٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قوله: {رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}: لا تُعذِّبنا بأيديهم، ولا بعذاب مِن عندك، فيقولون: لو كان هؤلاء على الحقِّ ما أصابهم هذا (٢). (١٤/ ٤١٠)

٧٦٤٦١ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}، قال: لا تُعذّبنا بأيديهم، ولا بعذابٍ مِن عندك؛ فيقولوا: لو كان هؤلاء على حقّ ما أصابهم هذا (٣). (١٤/ ٤٠٩)

٧٦٤٦٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: {رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}، يقول: لا تُظْهِرْهم علينا؛ فيُفتَنوا بذلك، يَرون أنهم إنما ظهروا أنهم أولى بالحقّ مِنّا (٤) [٦٥٦٩]. (١٤/ ٤٠٩)

٧٦٤٦٣ - قال مقاتل بن سليمان: {رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} تُقتِّر علينا بالرّزق، وتَبسط لهم في الرّزق، فنحتاج إليهم؛ فيكون ذلك فِتنة لنا، {واغْفِرْ لَنا رَبَّنا إنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} ... ، نظيرها في آخر المائدة (٥) (٦). (ز)


[٦٥٦٨] عَلَّقَ ابنُ عطية (٨/ ٢٨١) على قول ابن عباس، فقال: «كأنه قال: لا تجعلنا مفتونين. فعبّر عن ذلك بالمصدر». ثم رَجَّحَ هذا القول، وانتقد قول قتادة استنادًا للدلالة العقلية، والنظير، فقال: «وهذا أرجح الأقوال؛ لأنّهم إنما دَعوا لأنفسهم، وعلى منحى قتادة إنما دَعوا للكفار. أما إن مقصدهم إنما هو أن يندفع عنهم ظهور الكفار الذي بسببه فُتِن الكفار، فجاء في المعنى تحليق بليغ، ونحوه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بئس الميت سعد» ليهود؛ لأنهم يقولون: لو كان محمد نبيًّا لم يمت صاحبه».
[٦٥٦٩] ذهب ابنُ جرير (٢٢/ ٥٦٩) -مستندًا إلى أقوال السلف- إلى مثل ما ذهب إليه قتادة في تفسير قوله تعالى: {رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>