للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فيرى أهلُ النار البيتَ الذي في الجنّة، فيُقال لهم: لو عَمِلْتُم! فتأخذهم الحسرة. قال: ويرى أهلُ الجنة البيتَ الذي في النار، فيُقال: لولا أن منَّ الله عليكم! (١) [٥٩٥]. (ز)

٤٨١٤ - عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم}، يقول: صارت أعمالهم الخبيثةُ حسرةً عليهم يوم القيامة (٢). (٢/ ١٢٥)

٤٨١٥ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- {كذلك يُريهم الله أعمالهم حَسرات عليهم}: زعم أنّه تُرْفَع لهم الجنة، فينظرون إليها، وإلى بيوتهم فيها؛ لو أنهم أطاعوا الله، فيُقال لهم: تلك مساكنكم لو أطعتم الله. ثم تُقَسَّم بين المؤمنين، فيرثونهم، فذلك حين يندمون (٣) [٥٩٦]. (ز)

٤٨١٦ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- {كذلك يُريهم الله أعمالهم حسرات عليهم}: فصارت أعمالُهم الخبيثةُ حَسرةً عليهم يوم القيامة (٤). (ز)

٤٨١٧ - قال مقاتل بن سليمان: {كذلك} يقول: هكذا {يريهم الله أعمالهم} يعني: القادة، والأتباع {حسرات عليهم} يعني: ندامة، {وما هم بخارجين من النار} (٥). (ز)

٤٨١٨ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله:


[٥٩٥] أفاد هذا الأثر أن الرؤية في قوله: {كذلك يريهم الله أعمالهم} رؤية بصر، وقد ذكر ذلك ابنُ عطية (١/ ٤٠٥)، وذكر احتمالًا آخر أن تكون رؤية قلب. وبيّن أنّ على كونها رؤية بصرية يكون قوله: {حسرات} حال، وعلى كونها قلبية يكون قوله: {حسرات} مفعولا به.
[٥٩٦] على هذا القول الذي قاله ابن مسعود والسدي فالمراد بأعمالهم: الأعمال الصالحة التي تركوها. وقد يُسْتَشْكَل: كيف يكونُ مضافًا لهم من العمل ما لَمْ يَعْمَلُوه؟. ووجَّه ابن عطية (١/ ٤٠٥) ذلك بقوله: «وأُضِيفَت هذه الأعمال إليهم من حيث هم مأمورون بها».
وبنحوه قال ابنُ جرير (٣/ ٣٤ - ٣٥).
وانتَقَد ابنُ جرير (٣/ ٣٥ - ٣٦) هذا القول مُسْتَنِدًا لمخالفته ظاهر الآية، ولا دليل عليه، فقال: «والذي قال السدي في ذلك وإن كان مذهبًا تحتمله الآية، فإنه مَنزِع بعيد، ولا أثر بأنّ ذلك كما ذَكَر تقوم به حُجَةٌّ فيُسَلَّم لها، ولا دلالة في ظاهر الآية أنّه المراد بها».

<<  <  ج: ص:  >  >>