للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العدوُّ أسرُوا ابنَه، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «اتّقِ الله، واصبر». فرجع ابنٌ له كان أسيرًا قد فكّه الله، فأتاهم وقد أصاب أعْنُزًا، فجاء فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فنَزلت، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «هي لك» (١). (١٤/ ٥٣٩)

٧٧٣٠٤ - عن أبي عبيدة، قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنّ بني فلان أغاروا عليّ، فذهبوا بإبلي وابني. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ آل محمد كذا وكذا أهل بيت، ما فيهم مُدٌّ مِن طعام، أو صاعٌ من طعام، فسلِ اللهَ». فرجع إلى امرأته، فقالت: ماذا قال لكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فأخبَرها، فقالت: نِعْمَ ما ردّ عليك. فما لبِث أن ردّ الله إليه إبله وابنه أوفر ما كانت، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأخبَره، فصعد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، وأمر الناسَ بمسألة الله - عز وجل -، والرّغبة إليه، وقرأ عليهم: {ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ويَرْزُقْهُ مِن حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} (٢). (ز)

٧٧٣٠٥ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}، قال: يُطلِّق للسُنَّة، ويُراجع للسُنَّة. زعم أنّ رجلًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال له: الأَشْجعيّ، كان له ابن، وأنّ المشركين أسَرُوه، فكان فيهم، فكان أبوه يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيشكو إليه مكان ابنه، وحالتَه التي هو بها، وحاجتَه، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمره بالصبر، ويقول له: «إنّ الله سيجعل لك مخرجًا». فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيرًا أنِ انفَلتَ ابنه من أيدي العدوّ، فمرّ بغنمٍ مِن أغنام العدوِّ، فاستاقها، فجاء بها إلى أبيه، وجاء معه بغِنًى قد أصابه من الغنم، فنَزلت هذه الآية: {ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*ويَرْزُقْهُ مِن حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} (٣). (ز)

٧٧٣٠٦ - قال مقاتل بن سليمان: {ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} نزلت في عَوْف بن مالك الأَشْجعيّ، جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فشكا إليه الحاجةَ والفاقةَ، فأمره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالصبر، وكان ابنٌ له أسيرًا في أيدي مشركي العرب، فهَرب منهم، فأصاب منهم إبلًا ومتاعًا، ثم إنه رجع إلى أبيه، فانطلَق أبوه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرَه بالخبر، وسأله: أيحلّ له أن يأكل مِن الذي أتاه ابنه؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نعم». فأنزل الله تعالى: {ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (٤). (ز)


(١) أخرجه ابن جرير ٢٣/ ٤٥ - ٤٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم مرسلًا.
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الفرج بعد الشدة -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٢/ ٩١ - ٩٢ - مرسلًا.
(٣) أخرجه ابن جرير ٢٣/ ٤٤.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>