ورجَّح ابنُ جرير (٢٣/ ٩٨) العموم، وأنه يدخل في الآية كلّ صالح، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندي: أنّ قوله: {وصالح المؤمنين} وإن كان في لفظ واحد، فإنه بمعنى الجميع، وهو بمعنى قوله: {إن الإنسان لفي خسر} [العصر: ٢]، فالإنسان وإن كان في لفظ واحد فإنه بمعنى الجميع، وهو نظير قول الرجل: لا يقريني إلا قارئ القرآن، يقال: قارئ القرآن، وإن كان في اللفظ واحدًا فمعناه الجمع؛ لأنه قد أذن لكل قارئ القرآن أن يقريه، واحدًا كان أو جماعة». وكذا رجَّحه ابنُ تيمية (٦/ ٣٤٥) مستندًا إلى النظائر، فقال: «قوله: {وصالح المؤمنين} يعمّ كلَّ صالح مِن المؤمنين كما في الصحيحين عن النبي أنه قال: «إنّ آل بني فلان ليسوا لي بأولياء، إنما وليي الله وصالح المؤمنين»». وذكر ابنُ عطية (٨/ ٣٤٣) أنّ قوله تعالى: {وصالح المؤمنين} يحتمل احتمالين: الأول: أن يكون اسم جنس مفردًا. الثاني: أن يريد «وصالحو» فحُذفت «الواو» في خطّ المصحف، كما حُذِفَت في قوله: {سندع الزبانية} [العلق: ١٨] وغير ذلك. [٦٦٧٩] ذكر ابنُ عطية (٨/ ٣٤٣) أنّ قوله تعالى: {وجبريل وصالح المؤمنين} يحتمل احتمالين: الأول: أن يكون عطفًا على اسم الله تعالى في قوله: (هو)، فيكون جبريل وصالح المؤمنين في الولاية. الثاني: أن يكون (جبريل) رفعًا بالابتداء، وما بعده عطف عليه، و {ظهير} الخبر، فيكونون حينئذ من الظهر لا في الولاية، ويختص بأنه مولى الله?.