[٦٧٠٧] في قوله: {مناكبها} قولان: الأول: جبالها. الثاني: نواحيها وأطرافها. وعلّق ابنُ القيم (٣/ ١٧٤) على القول الأول، فقال: «وحسُن التعبير بمناكبها عن طُرقها وفِجاجها لما تقدّم من وصفها بكونها ذلولًا، فالماشي عليها يطأ على مناكبها، وهو أعلى شيء فيها، ولهذا فُسّرتْ المناكب بالجبل؛ كمناكب الإنسان وهي أعاليه. قالوا: وذلك تنبيه على أنّ المشي في سُهولها أيسر». وقد رجّح ابنُ جرير (٢٣/ ١٢٩) القول الثاني مستندًا إلى اللغة، فقال: «وأولى القولين عندي بالصواب قول مَن قال: معنى ذلك: فامشوا في نواحيها وجوانبها، وذلك أنّ نواحيها نظير مناكب الإنسان التي هي من أطرافه». ورجّح ابنُ القيم -مستندًا إلى الدلالة العقلية- أنّ المناكب هي الأعالي، فقال: «والذي يظهر أنّ المراد بالمناكب: الأعالي. وهذا الوجه الذي يمشي عليه الحيوان هو العالي من الأرض دون الوجه المقابل له، فإن سطح الكرة أعلاها، والمشي إنما يقع في سَطحها، وحسُن التعبير عنه بالمناكب لما تقدم من وصفها بأنها ذلول».