للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: غدا القومُ وهم مُحرِدون (١) إلى جَنّتهم، قادرون عليها في أنفسهم (٢). (١٤/ ٦٣٩)

٧٨٢٣٤ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قال: {وغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ}، يقول: على جِدٍّ مِن أمْرهم (٣). (١٤/ ٦٣٧)

٧٨٢٣٥ - قال إسماعيل السُّدِّيّ: {وغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ}، الحَرْد: اسم الجنة (٤) [٦٧٣٩]. (ز)

٧٨٢٣٦ - قال مقاتل بن سليمان: {وغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ} على حِدّة في أنفسهم، قادرين على جَنّتهم (٥) [٦٧٤٠]. (ز)

٧٨٢٣٧ - عن سفيان [الثوري]-من طريق مهران- {وغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ}، قال: على حَنق (٦) [٦٧٤١]. (ز)

٧٨٢٣٨ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ}: على جِدٍّ، قادرين في أنفسهم (٧) [٦٧٤٢]. (ز)


[٦٧٣٩] انتقد ابنُ كثير (١٤/ ٩٦) قول السُّدِّيّ بقوله: «أبْعَد السُّدِّيُّ في قوله هذا».
[٦٧٤٠] ذكر ابنُ تيمية (٦/ ٣٧٨) «أنّ» الحرد «يرجع إلى القصد، وأنهم غَدوا بإرادة جازمة وقدرة، ولكنّ الله أعجزهم». ثم ساق هذا القول الذي قاله مجاهد، وقتادة، ومقاتل، وعلَّق بقوله: «وقول مَن قال: ... أي: ظنّوا أنّ الأمر يبقى كما كان، ولو كان كذلك لتمّتْ قدرتهم، لكن سُلبوا القدرة بإهلاك جَنّتهم».
[٦٧٤١] علَّق ابنُ جرير (٢٣/ ١٧٨) على هذا القول بقوله: "وكأنّ سفيان ذهب في تأويله هذا إلى مثل قول الأشهب بن رميلة:
سُودُ شَرًى لاقتْ أُسُود خفيَّةٍ تَساقَوْا على حَرْدٍ دماءَ الأساوِدِ
يعني: على غضب".
وبنحوه قال ابنُ عطية (٨/ ٣٧٤)، وزاد فقال: «يقال: حَرِد الرجل يحرد حرَدًا: إذا غضب».
[٦٧٤٢] اختُلف في معنى الحرد على أقوال: الأول: أنّ معناه: على قصد. الثاني: على قدرة في أنفسهم وجِدّ. الثالث: على فاقة وحاجة. الرابع: على حَنق. الخامس: أنّ «الحرد» اسم الجنة. السادس: على منع. ذكره ابنُ جرير (٢٣/ ١٧٨ - ١٧٩)، ونسبه لبعض أهل اللغة من البصرة. وذكر أنّ مَن قال بالقول الأخير وجّه المعنى إلى أنه من قولهم: حارَدت السنة إذا لم يكن فيها مطر.
وبنحوه قال ابنُ عطية (٨/ ٣٧٤).
وانتقده ابنُ جرير مستندًا لأقوال السلف، فقال: «وهذا قول لا نَعلم له قائلًا مِن متقدمي العلم قاله، وإن كان له وجْه، فإذا كان ذلك كذلك، وكان غير جائز عندنا أن يُتعدى ما أجمعتْ عليه الحُجّة، فما صحّ من الأقوال في ذلك إلا أحد الأقوال التي ذكرناها عن أهل العلم».
ورجَّح -مستندًا إلى اللغة، وأقوال السلف- القول الأول الذي قاله وعكرمة، ومجاهد، من طريقي إبراهيم بن المهاجر، وابن أبي نجيح، وذلك أنّ «المعروف من معنى الحرد في كلام العرب: القصد، من قولهم: قد حرَد فلان حرْد فلان: إذا قصد قصده؛ يعني: يقصد قصدها».
وعلَّق ابنُ عطية (٨/ ٣٧٤) على القول الأول بقوله: «وبذلك فسّر بعض اللغويين».
وذكر ابنُ تيمية (٦/ ٣٧٩) «أنّ» الحرد «يحتمل أن يُراد به: المنع، والقصْد، والغضب». فقال: «الحرد فيه معنى العزم الشديد؛ فإنّ هذا اللفظ يقتضي هذا، وحرد السنة والناقة لما فيه من معنى الشدة، وكذلك الحَنق والغضب فيه شدة؛ فكان لهم عزم شديد على أخْذها، وعلى حرمان المساكين».
وبنحوه قال ابنُ عطية (٨/ ٣٧٤). وذكر (٨/ ٣٧٥) أنّ قوله تعالى: {قادرين} يحتمل احتمالين: الأول: «أن يكون من القدرة، أي: هم قادرون في زعمهم». الثاني: «أن يكون من التقدير، كأنهم قد قَدَروا على المساكين، أي: ضيّقوا عليهم». وعلَّق عليه بقوله: «ومنه قوله تعالى: {ومن قُدِر عليه رزقه} [الطلاق: ٧]».

<<  <  ج: ص:  >  >>