للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان الشياطين لهم مقاعد في السماء يَستمعون فيها الوحي، فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعًا، فأمّا الكلمة فتكون حقًّا، وأمّا ما زادوا فيكون باطلًا، فلما بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُنعوا مقاعدهم، فذكروا ذلك لإبليس -ولم تكن النجوم يُرمى بها قبل ذلك-، فقال لهم: ما هذا الأمر إلا مِن أمْرٍ حَدثَ في الأرض. فبَعث جنوده، فوجدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا يُصلِّي بين جبلي نخلة، فأَتَوه، فأَخبَروه، فقال: هذا الحَدثُ الذي حَدثَ في الأرض (١). (١٥/ ١٨)

٧٩١٧٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير- قال: كان للجن مقاعد في السماء يَستمعون الوحي، فبينما هم كذلك إذ بُعِث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فدُحِرت الشياطين من السماء، ورُموا بالكواكب، فجعل لا يَصعد أحدٌ منهم إلا احترق، وفزع أهل الأرض لِما رأوا مِن الكواكب، ولم يكن قبل ذلك، وقال إبليس: حَدثَ في الأرض حَدثٌ. فأُتي مِن كلّ أرض بتُربة، فشَمّها، فقال لتُربة تِهامة: هاهنا حَدثَ الحَدثُ. فصَرف إليه نفرًا من الجنّ، فهم الذين استمعوا القرآن (٢). (١٥/ ١٩)

٧٩١٧٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- قال: لم تكن سماء الدنيا تُحرس في الفَتْرة بين عيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا يَقعدون منها مقاعد للسمع، فلمّا بَعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - حُرست السماء حَرسًا شديدًا، ورُجِمَت الشياطين، فأنكروا ذلك، فقالوا: لا ندري أشرٌّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رَشدًا؟! فقال إبليس: لقد حَدثَ في الأرض حَدثٌ. فاجتمعتْ إليه الجنُّ، فقال: تَفرّقوا في الأرض، فأَخبِروني ما هذا الخبر الذي حَدثَ في السماء. وكان أول بعْث بُعِث ركْبٌ مِن أهل نَصِيبين، وهم أشراف الجنّ وساداتهم، فبَعثهم إلى تِهامة، فاندفعوا حتى بَلغوا الوادي؛ وادي نخلة، فوجدوا نبيَّ الله يُصلِّي صلاة الغداة ببطن نخلة، ولم يكن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عَلِم أنهم استمعوا إليه وهو يقرأ القرآن، {فَلَمّا قُضِيَ} يقول: فلمّا فَرغ من الصلاة {ولَّوْا إلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} [الأحقاف: ٢٩] يقول: مؤمنين (٣). (١٥/ ١٩)


(١) أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/ ٢٨٨ - ٢٨٩، وأحمد ٤/ ٢٨٣ - ٢٨٤، والترمذي (٣٣٢٤)، والنسائي في الكبرى (٣٣٢٤)، وابن جرير ١٩/ ٥٠٠، والطبراني (١٢٤٣١)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (١٧٧)، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٢٣٩ - ٢٤٠.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٥٠٢ مطولًا، وابن مردويه -كما في فتح الباري ٨/ ٦٧١ - .
(٣) أخرجه ابن جرير ٢١/ ١٦٤، والبيهقي في الدلائل ٢/ ٢٤١ - ٢٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>