للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٩٢٧٧ - عن سعيد بن جُبَير -من طريق زياد- في قوله: {وأَنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}، قال: كان أصحابُ نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم - يَأْتَمُّون به، فيَركعون بركوعه، ويَسجدون بسجوده (١). (ز)

٧٩٢٧٨ - عن سعيد بن جُبَير -من طريق رجل- في قوله: {كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}، قال: تَراكبوا عليه (٢). (ز)

٧٩٢٧٩ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}، قال: جميعًا (٣). (١٥/ ٣٠)

٧٩٢٨٠ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: {كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}: كادوا يَركبونه حِرصًا على ما سمعوا منه من القرآن (٤). (ز)

٧٩٢٨١ - عن الحسن البصري -من طريق عَوْف- {وأَنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ}، قال: لَمّا قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا إله إلا الله» ويدعو الناس إلى ربهم؛ كادت العرب تلبَّد عليه جميعًا (٥). (١٥/ ٢٩)

٧٩٢٨٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وأَنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}، قال: لَمّا قام نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - تلبّدت الإنس والجنّ على هذا الأمر ليُطفئوه، فأبى الله إلا أن يَنصره ويُظهره على مَن ناوأه (٦). (١٥/ ٢٩)

٧٩٢٨٣ - قال مقاتل بن سليمان: {كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا}، يقول: كادوا أن يَرتكبوه حِرصًا على حِفْظ ما سمعوا من القرآن تَعجُّبًا به، وهم الجنّ التسعة (٧) [٦٨٣٩]. (ز)


[٦٨٣٩] اختُلف في معنى: {وأَنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} على أقوال: الأول: عُنِيَ بذلك: الجن؛ أنهم كادوا يركبون رسول الله صلى الله - صلى الله عليه وسلم - لَمّا سمعوا القرآن. الثاني: أنه من قول النَّفَر من الجنّ، لَمّا رجعوا إلى قومهم أخبروهم بما رأَوا من طاعة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له، وائتمامهم به في الركوع والسجود. الثالث: أنّ ذلك من خبر الله الذي أوحى إلى نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، لعلمِه أنّ الإنسَ والجنَّ تظاهروا عليه، ليُبْطِلوا الحق الذي جاءهم به، فأبى الله إلا إتمامه.
ووجَّه ابنُ جرير (٢٣/ ٣٤٣) القول الأول بقوله: «ومَن قال هذا القول جعل قوله: {وأَنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللهِ} مما أُوحِيَ إلى النبي، فيكونُ معناه: قل أوحِيَ إليَّ أنه استمع نَفَرٌ من الجن، وأنه لَمّا قام عبد الله يدعوه». ووجَّه (٢٣/ ٣٤٤) القول الثاني بقوله: «ومَن قال هذا القول الذي ذكرناه ... يفتَحُ الألف من قوله: {وأَنَّهُ} عطف بها على قوله: {وأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا} [الجن: ٣] مفتوحةً، وجاز له كسْرُها على الابتداء». ووجَّه (٢٣/ ٣٤٥) القول الثالث بقوله: «ومَن قال هذا القول فتحَ الألف من قوله: {وأَنَّهُ}».
ورجَّح ابنُ جرير (٢٣/ ٣٤٥) -مستندًا إلى السياق، ودلالة العقل- القول الثالث، وهو قول ابن عباس، وسعيد بن جبير من طريق رجل، ومجاهد، وابن زيد، وعلَّل ذلك بقوله: «لأن قوله: {وأَنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللهِ} عقيب قوله: {وأَنَّ المَساجِدَ للهِ} وذلك من الله -جلَّ وعزَّ- خبرٌ، فكذلك قوله: {وأَنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللهِ}. وأخرى أنه -تعالى ذِكْرُه- أتْبَع بذلك قوله: {فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أحَدًا}، فمعلومٌ أن الذي يَتْبَع ذلك الخبر عمّا لقيَ المأمورُ بأن لا يدعوَ مع الله أحدًا في ذلك، لا الخبرُ عن كثرة إجابة المدعُوِّين وسرعتهم إلى الإجابة».
وكذا ابنُ كثير (١٤/ ١٥٦) مستندًا إلى السياق، فقال: «وهو الأظهر؛ لقوله بعده: {قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا}، أي: قال لهم الرسول لَمّا آذَوه وخالفوه وكذّبوه وتَظاهروا عليه، ليُبطلوا ما جاء به من الحق، واجتمعوا على عداوته: {إنَّما أدْعُو رَبِّي} أي: إنما أعبد ربي وحده لا شريك له، وأستجير به وأتوكل عليه، {ولا أُشْرِكُ بِهِ أحَدًا}».
وذكر ابنُ عطية (٨/ ٤٣٦) أنه إن «قدّرنا الضمير -في لفظة {كادُوا} - للجن فبتقصفهم عليه لاستماع الذكر. وهذا تأويل ابن عباس، والضحاك. وإن قدرناه للكفار فبتمالئهم عليه وإقبالهم على أمْره بالتكذيب والرد. وهذا تأويل الحسن، وقتادة».
ونقل ابنُ عطية (٨/ ٤٣٥) عن قوم أنّ «العبد»: «هو نوح - عليه السلام -، والضمير في {كادُوا} لكفار قومه». ثم انتقده قائلًا: «ولا يتَّجه أن يكون العبدُ نوحًا - عليه السلام - إلا على تحاملٍ في تأويل نَسَق الآية».

<<  <  ج: ص:  >  >>