للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني: أنها الإبل، ورد ذلك عن ابن مسعود (ت: ٣٢ هـ)، وعلي بن أبي طالب (ت: ٤٠ هـ)، وابن عباس (ت: ٦٨ هـ).

وقد ورد عن ابن عباس ما يدل على رجوعه عن أن العاديات: الخيل، قال الطبري (ت: ٣١٠ هـ): "حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ حدثه قال: بينما أنا في الحجر جالس؛ أتاني رجل يسأل عن العاديات ضبحًا، فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل اللَّه ثم تأوي إلى الليل، فيصنعون طعامهم، ويورون نارهم.

فانفتل عني، فذهب إلى علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-، وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن العاديات ضبحًا، فقال: سألت عنها أحدًا قبلي؟

قال: نعم. سألت عنها ابن عباس، فقال: الخيل حين تُغِيرُ في سبيل اللَّه.

قال: اذهب فادعه لي، فلما وقفت على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك به، واللَّه لكانت أول غزوة في الإسلام لبدر، وما كان معنا إلا فرسان: فرس للزبير وفرس للمقداد، فكيف تكون العاديات ضبحًا؟ !

إنما العاديات ضبحًا من عرفة إلى مزدلفة إلى منى.

قال ابن عباس: فنزعت عن قولي، ورجعت إلى الذي قال علي -رضي اللَّه عنه-" (١).

٢ - في قوله تعالى: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [الطور: ٦]، ورد تفسيرات عن الصحابة:

الأول: المسجور بمعنى: الْمُوقَدِ، وورد هذا عن علي بن أبي طالب (ت: ٤٠ هـ).

الثاني: الْمَمْلُوءُ، وورد هذا عن ابن عباس (ت: ٦٨ هـ).

الثالث: المحبوس، وورد هذا عن ابن عباس أيضًا (٢).

ويأتي هذا النوع كثيرًا في تفسير التابعين وأتباعهم كذلك، وقد لا يأتي في الآية إلا حكاية أقوالهم، وقد تكون مع أقوال الصحابة، وتكون مخالفة لها، لكن على سبيل التنوع.

ومن الأمثلة الواردة عنهم ما يأتي:

١ - في المراد بأهل الكتاب في قوله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ


(١) تفسير الطبري، ط. الحلبي ٣٠/ ٢٧٢ - ٢٧٣.
(٢) تفسير الطبري ٢٢/ ٤٥٨ - ٤٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>