للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٩٥٩٥ - قال مقاتل بن سليمان: {يا أيُّها المُدَّثِّر}، يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذلك أنّ كفار مكة آذَوه، فانطَلق إلى جبل حِراء ليتوارى عنهم، فبينما هو يمشي إذ سمع مناديًا يقول: يا محمد. فنظر يمينًا وشمالًا وإلى السماء، فلم يرَ شيئًا، فمَضى على وجهه، فنُودي الثانية: يا محمد. فنظر يمينًا وشمالًا ومن خلفه، فلم يرَ شيئًا إلا السماء، ففَزع، وقال: لعلّ هذا شيطان يدعوني. فمَضى على وجهه، فنودي في قفاه: يا محمد، يا محمد. فنظر خلفه وعن يمينه وعن شماله، ثم نظر إلى السماء، فرأى مثل السرير بين السماء والأرض، وعليه دَرْبوكة (١) قد غَطَّت الأُفُق، وعليه جبريل - عليه السلام - مثل النور المتوقِّد يتلألأ، حتى كاد أن يَغشى البصر، ففَزع فزعًا شديدًا، ثم وقَع مغشيًّا عليه، ولبث ساعة، ثم أفاق، فقام يمشي -وبه رِعْدة شديدة، ورِجلاه تَصطكّان- راجعًا حتى دخل على خديجة، فدعا بماء، فصَبّه عليه، فقال: دثِّروني. فدَثَّروه بقَطيفة حتى استدفأ، فلمّا أفاق قال: لقد أشفقتُ على نفسي. قالت له خديجة: أبشِر، فواللهِ، لا يسوءُك الله أبدًا؛ لأنك تَصدق الحديث، وتَصِل الرَّحِم، وتَحمل الكَلّ، وتَقري الضيف، وتُعين على نوائب الخير. فأتاه جبريل - عليه السلام - وهو مُتَقنِّع بالقَطيفة، فقال: يا أيها المُتَدَثِّر بقَطيفته، المُتَقَنِّع فيها (٢). (ز)

٧٩٥٩٦ - قال يحيى بن سلّام: قال جابر بن عبد الله: {يا أيُّها المُدَّثِّر} هذه أول آية نزلت على النبي، والعامّة على أنّ أول ما نَزل: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (٣) [٦٨٦٦]. (ز)

٧٩٥٩٧ - قال ابن هشام: حَدَّثني بعض أهل العلم: أنّ أشدّ ما لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


[٦٨٦٦] في أول آيات القرآن نزولًا قولان، كما في قول يحيى بن سلام.
وقد رجح ابنُ عطية (٨/ ٤٥١) -مستندًا إلى السنة- أن الآيات الأولى من سورة اقرأ هي أول القرآن نزولًا، فقال: «واختلف الناس في أول ما نزل من كتاب الله تعالى؛ فقال جابر بن عبد الله، وأبو سلمة، والنَّخَعي، ومجاهد هو: {يا أيُّها المُدَّثِّر} الآيات. وقال الزُّهريّ، والجمهور هو: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، وهذا هو الأصح، وحديث صدر كتاب البخاري نص في ذلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>